يُفضل أغلبنا تناول الأملاح والأطعمة ذات الملح الزائد والمعروف أيضاً باسم الصوديوم، نظراً لمذاقها القوي؛ والصوديوم عنصر ضروري لمساعدة أجسامنا على العمل بشكل صحيح، ومع ذلك فإن الإفراط في تناوله بمرور الوقت يمكن أن يؤدي إلى مخاوف صحية خطيرة مثل ارتفاع ضغط الدم وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين. وإذا كنتِ تعانين من مشاكل صحية في القلب أو مع ضغط الدم، أو كنتِ معرضة لخطر الإصابة بها، فمن المحتمل أن ينصحكِ فريق الرعاية الصحية الخاص بكِ بالحدّ من تناول الأملاح. وفي تلك الأوقات التي تفرطين فيها في تناول الأطعمة المالحة، يُنصح باتباع بعض الطرق للتخلص من الصوديوم الزائد من جسمكِ وعلاج كثرة الأملاح.
لماذا يحتاج جسمكِ إلى الصوديوم؟ يستخدم الصوديوم أو الملح بشكل شائع لإضافة نكهة إلى الأطعمة، ولكن له العديد من الاستخدامات الأخرى التي يمكن أن تُسهم في صحتك العامة، والصوديوم ضروري لأعصابنا لكي تعمل بشكل صحيح ولعضلاتنا حتى تتقلص جيداً وتسترخي، كما أنه عنصر غذائي أساسي لتنظيم توازن السوائل والكهارل في الجسم.
كمية الصوديوم الكافية للجسم يوجد الصوديوم بشكل طبيعي في بعض الأطعمة، مثل الحليب والكرفس والبنجر، ويأتي معظم الملح الذي نتناوله من الأطعمة المشتراة من المتجر والأطعمة الجاهزة. ويُضاف الملح للأطعمة من أجل النكهة، وفي بعض الحالات يُضاف بهدف حفظ الطعام. ويجب أن يستهلك الجسم أقل من 2300 ملليجرام من الصوديوم يومياً كجزء من نظام غذائي صحي، لكن غالبية البالغين يستهلكون أكثر من 3400 ملليجرام من الصوديوم يومياً، مما يجعلهم عرضة لمشاكل صحية خطيرة، مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكتة الدماغية، وغيرها.
علاج ارتفاع مستوى الأملاح في الدم أثناء تناول الكثير من الصوديوم على المدى الطويل قد تشعرين بقليل من الانتفاخ خاصة بعد تناول الأطعمة المالحة، وتهدف النصائح الأربع أدناه إلى مساعدتكِ في تخفيف أعراض الانتفاخ، ولكن إذا كنتِ تعانين من فرط صوديوم الدم، أو تعتقدين أنكِ تعانين من هذه الحالة، (وهي حالة تكون فيها مستويات الإلكتروليت لديك غير متوازنة بسبب الجفاف أو تتناولين بعض الأدوية أو تتبعين نظاماً غذائياً عالي الصوديوم)، فيجب عليك التحدث إلى مقدم الرعاية الصحية الأساسي الخاص بكِ. وهناك بعض الخطوات التي تساعد في خفض نسبة الصوديوم في الدم بشكل فعّال، أبرزها ما يلي:
1-شرب المزيد من الماء الترطيب مهم للغاية لصحة الجسم، خصوصاً لصحة القلب والكلى والشرايين والجلد، ويمكن أن يساعد استهلاك كمية كافية من الماء على إزالة الصوديوم الزائد من جسمكِ، ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، تختلف توصيات تناول السوائل يومياً حسب عمرك وجنسك وحالات الحمل والرضاعة الطبيعية، إذ لا توجد توصية دقيقة بشأن كمية الماء العادي التي يجب أن يشربها البالغون والشباب يومياً، ولكن يُمكن أن يساعد، إلى جانب ما يكفي من الماء يومياً، تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الماء، وشرب المشروبات مثل شاي الأعشاب غير المحلى أو المياه الغازية أو الشوربات.
2-زيادة كمية البوتاسيوم يلعب البوتاسيوم دوراً حيوياً في الحفاظ على توازن السوائل، ويمكن أن يساعد تناول الأطعمة التي تحتوي على البوتاسيوم مثل البطاطس والأفوكادو، في التحكم بمستوى ضغط الدم عن طريق تقليل آثار الصوديوم ومساعدة الجسم على التخلص منه. وتوصي جمعية القلب الأمريكية بأن تحصل معظم النساء على 2600 ملليجرام من البوتاسيوم يومياً والرجال 3400 ملليجرام يومياً، لكن معظم البالغين لا يأكلون ما يكفي يومياً من البوتاسيوم مما يُسبب لهم مشاكل صحية عديدة. ومع تقدمك في العمر، يواجه جسمك صعوبة أكبر في إزالة البوتاسيوم من دمكِ، فهو أيضاً معدن يجب مراقبته للأشخاص المصابين بأمراض الكلى، لذلك حاولي الحصول على البوتاسيوم من مصادر الطعام بدلاً من المكملات الغذائية.
3-وضع الملح جانباً
عند تحضير الطعام أو تناوله حاولي مقاومة الرغبة في رش كمية ملح إضافية على طعامكِ. ويمكنك تقليل تناول الصوديوم عن طريق الحدّ من استهلاكك للأطعمة المصنّعة والمعلّبة واختيار أنواع من الأطعمة منخفضة الصوديوم. كما يمنحك الطهي في المنزل مزيداً من التحكم في كمية الملح التي يجب إضافتها إلى طعامكِ. ويمكنكِ أيضاً استبدال التوابل بالملح لإضفاء النكهة.
4-الحركة والنشاط البدني زيادة نشاطكِ البدني طريقة رائعة لمساعدة جسمكِ على التخلص من الصوديوم الزائد، إذ تؤدي التمارين الرياضية إلى إفراز جسمكِ لمزيج من الماء والملح، وبسبب هذه العملية الطبيعية من المهم الحفاظ على ترطيب جيد أثناء ممارسة الرياضة بانتظام، وذلك بشرب ما يكفي من الماء أثناء التمرين. وإذا كنتِ تمارسين الرياضة لفترة طويلة، خاصة في الأجواء الحارّة التي قد تتعرقين فيها أكثر، فتأكدي من تناول بعض الملح وشرب الماء لإرواء عطشكِ، ولكن لا تفرطي في شرب الماء حتى لا تتعرضي لخطر نقص الصوديوم في الدم.