يشير المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية، إلى أنه ووفقا لمهامه في متابعة ومراقبة الوضع الوبائي العام في المملكة، وخاصة الأمراض التي لديها قابلية للانتشار وتشكّل خطرا على الصحة العامة، تحديدا كوفيد-19، شهدت المملكة خلال الأسبوعين الماضيين انخفاضا واضحا بعدد حالات كوفيد-19 والنسب الإيجابية من العينات المفحوصة مقارنة بالأسابيع الوبائية السابقة منذ بداية العام الحالي.
ويأتي هذا الانخفاض الواضح الحالي متماشيا مع ما توقعه المركز في بيان سابق (21 شباط الماضي) حول الوضع الوبائي في المملكة، حيث أشار فيه، إلى أن المملكة قد شهدت ارتفاعا ملحوظا في عدد حالات كوفيد-19 وعدد الحالات المدخلة للمستشفيات خلال شهر شباط الماضي وبداية شهر آذار، وأنها ستبدأ بالانحسار قبل دخول شهر رمضان المبارك، بناء على البيانات والإحصاءات الرسمية التي قام بتحليلها المركز وفقا للمعطيات الوبائية والتنبؤات الاحتمالية.
وانسجم هذه التوقعات مع ما أعلنته منظمة الصحة العالمية مؤخرا حول تراجع إصابات كوفيد-19 بنسبة بلغت 31 بالمئة وتراجع الوفيات بنسبة 46 بالمئة مما كانت عليه في أل 28 يوما الماضية على المستوى العالمي، وأن هذا التراجع وصل على حد يصبح فيه الخطر الذي يشكله مرض كوفيد-19 شبيها بخطر الإنفلونزا الموسمية، وسيسمح ذلك للدول بالتعايش معه دون تعطّل الحياة العامة والمجتمعات، كما وأعلنت المنظمة عن ثقتها بأنها ستكون قادرة خلال هذ العام على إعلان انتهاء حالة الطوارئ الصحية العامة العالمية، والتي تثير قلقا دوليا بشأن جائحة كوفيد-19، وأكّدت أن العالم الآن في وضع أفضل حاليا من أي وقت مضى خلال الجائحة.
وبناء على استقرار الوضع الوبائي الحالي في المملكة الذي سيستمر خلال شهر رمضان المبارك وعيد الفطر السعيد، فإنه من المتوقع أن تكون المملكة من الدول المؤهلة للتعايش مع مرض كوفيد-19، أسوة بالأمراض التنفسية الحادة الأخرى، بما فيها مرض الإنفلونزا الموسمية. وعلى الرغم مما تقدّم، وبما أن الجائحة لا زالت مستمرة على المستوى العالمي، يدعو المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية المواطنين إلى الاستمرار باتخاذ الإجراءات الوقائية لتجنب العدوى بالأمراض التنفسية الحادة، والأمراض الأخرى التي تصيب الجهاز التنفسي بما فيها كوفيد-19، خاصة في موسم انتشارها. كما ويحث المركز الفئات ذات الاختطار الصحي العالي من كبار السن، والأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة أو المصابين بالأمراض المزمنة كالسرطان والسكري وغيرها، إلى الابتعاد قدر الإمكان عن العادات الاجتماعية التي قد تشكل خطرا في نقل العدوى لهم مثل التقبيل والمصافحة وغيرها، وتدعوهم كذلك لارتداء الكمامة عند الضرورة وتهوية الأماكن المغلقة وغسل الأيدي باستمرار