بقلم العقيد الركن المتقاعد الدكتور ضامن عقلة الابراهيم
ما بين مرحى لمدرعاتنا و بين مرحى لمسابقاتنا، مشاعر معقدة التركيب تطحن في خلجات النفس ما تطحن من بقايا مشاعر إعتزاز بتاريخ و بقايا شعور كرامة.
شتان بين صوت توفيق النمري و تلك الضحكات التافهة التي جالت بِسفهٍ بين جنازير دبابات و أبراجها،،،، دبابات لا زالت تحمحم كما الخيل الأصيلة عندما تلامس كفوف فرسانها من المتقاعدين بدنها الصلب،،، فتلين مع لمسات راحات كفوف الفرسان الفرسان، أبطال باب الواد و اللطرون و تل الذخيرة و أسوار القدس و أبطال الكرامة و القنيطرة، فتقف هذه الدبابات بشموخ لتروي قصص بطولات الأجداد للأحفاد،،، و تقول نحن الهوية رغم أنف مزوري التاريخ ،،،، نحن الهوية رغم أنف الكارهين لبدلة الفوتيك،،،، و نحن الهوية رغم أنف الجاهلين ب ( س م ش ).
لا عذر لكم اليوم عما لحق بنا من إهانة، و لا عذر لنا اليوم أن نتحمل تفاهت غروركم البلوجري و زيفكم التكتوكي.
المتحف أيقونة معمارية و تاريخية جسدت تضحيات و بطولات أجيال عشقت الثرى و روته بالدم و العرق، يحوي بجنباته صفحات تاريخ مشرف لجيش و شعب،،،، متحف تسمع فيه صدى صوت أمير العسكر حابس المجالي و هو يقول ...
ما اريد انا هدنةٍ يا كلوب
خلي البواريد رجادة،،،،
متحف تربض في جنباته دبابة كان والدي آمُرها، قد أخذ صورة معها أثناء خدمته في سلاح الدروع.
متحف تسمع فيه صدى صوت الملك الحسين و هو يقول ،،،،
و كانت الأسود تربض بالجنبات،،،،
متحف تسمع في زوايه صدى زغاريد نشميات عيرا العباديات الماجدات و هن ينقلن الماء و الطعام لرجال المدفعية و يرددن،،،،
بالقدس يرمي يا مدفع عيرا بالقدس يرمي...( تعرفوا السوالف هذي،، والله ما ظنيت)))...
لا بارك الله لكم مهما كان عذركم لتصوير مثل هذه الأمور داخل المتحف الذي نعتز به و الفريد من نوعه في المنطقة.
لا زلت أصر أن الأعمى هو أعمى البصيرة و إن إدعى بعد النظر، و إن هذه الإساءة المقصودة ليست لمتحف،،، و إنما لوطن و قيادة و جيش و شعب، ففي ظل التخبطات السياسية في الساحة الإقليمية فإن كل من لا يدرك أن الاردن يتعرض لحرب خبيثة فهو لا يعلم عنها (وين موجهة/ يعني وين قبلتها)،،،، حرب محشود لها أدوات و أموال و متأمرين ضعاف نفوس رضوا أن يكونوا حِراب غدرٍ في خاصرة الاردن، و أصبحت أشك من هو المستفيد ؟؟؟
متأمرين مهمتهم المكلفين بها هي أن يدفعون بنا بأن نقول كما قال الشاعر ،،،،