خلال سنوات قليلة، صعد تطبيق الفيديوهات القصيرة "تيك توك" صعودا صاروخيا، إذ وصل إلى نحو مليار مستخدم خلال 5 سنوات من انطلاقه، لكن هذا النجاح كله مهدد.
وذكرت صحيفة " الغارديان" البريطانية، الجمعة، أن "تيك توك" بات في قلب الثقافة الشبابية، فهو وجهة محبوبة لنحو مليار مستخدم حول العالم.
ووصفته بأنه تطبيق "الجيل Z"، أي الجيل الذي ولد منذ عام 2000، بفعل مزاياه مثل الفيديوهات الراقصة والترفيهية وغيرها.
وكان "تيك توك" أعلن في سبتمبر من عام 2021، أن عدد مستخدميه وصلوا إلى مليار مستخدم شهريا.
ومع أن تقديرات أظهرت أن العدد انخفض مع مطلع عام 2023 إلى نحو 834 مليونا، غير أنه يبقى واحدا من أكبر المنصات الاجتماعية على الإنترنت وأكثرها نموا.
وقبل نحو أسبوعين، قال المدير التنفيذي للتطبيق، شو زي تشيو، إن لديه أكثر من 150 مليون مستخدم نشط في الولايات المتحدة وحدها.
لكن إيراد هذا الرقم لم يكن في أجواء احتفالية، بل في ظل جلسة استجواب في الكونغرس الأميركي، هاجم فيها أعضاء لجنة الطاقة والتجارة شو بشكل قاس.
واستدعى هؤلاء المدير التنفيذي لـ"تيك توك" للإدلاء بشهادته بشأن أمن بيانات المستخدمين في التطبيق بعد مخاوف بشأنها.
ويأتي هذا الأمر ضمن إطار أوسع يضع منصة الفيديوهات القصيرة تحت الضغط الغربي، إذ أصبحت الشركة المالكة "بايت دانس" الصينية بلا أصدقاء فعليا هناك.
ويقع "تيك توك" في وسط مواجهة جيوسياسية بين صعود الصين كقوة دولية وقلة الثقة فيها من طرف دول غربية يستخدم عشرات الملايين من مستخدميها التطبيق في مشاهدة الفيديوهات القصيرة وتبادلها، وفق "الغارديان".
ما سبب قلق الإدارة الأميركية؟
تشعر حكومات دول عدة، من بينها أميركا، بالقلق من إمكانية قيام شركة "بايت دانس" بإعطاء سجل التصفح أو بيانات أخرى متعلقة بالمستخدمين للحكومة الصينية، أو الترويج لدعاية ومعلومات مضللة.
تطبيق "تيك توك" يعد أحد سبب النزاعات بين الصين وحكومات أخرى حول مجالي التكنولوجيا والأمن.
قائمة الدول والمؤسسات التي حظرت "تيك توك"
وحظرت العديد من الدول والمؤسسات الغربية على موظفيها استخدام التطبيق في هواتف العمل لأسباب أمنية، كما حظرته دول في مناطق أخرى في العالم.
فرنسا حظرت التطبيق على هواتف العمل لموظفي الخدمة المدنية.
نيوزيلندا حظرت "تيك توك" على الأجهزة المرتبطة بالبرلمان لمخاوف أمنية.
بلجيكا حظرت التطبيق من هواتف العمل بالحكومة الاتحادية.
شمل الأمر أيضا: موظفي الحكومة الأميركية والمفوضية الأوروبية وحلف الناتو وغيرهم.
الهند والأردن حظرتا التطبيق.
أميركا وبعدها آخرون
وتقول "الغارديان" إن التطبيق يواجه الخطر الحظر الكامل، حيث تقود الولايات المتحدة الحملة عليه.
وثمة مساع متزايدة في الكونغرس الأميركي لحظر استخدام التطبيق على كل المستخدمين في البلاد، وهو ما سيشكل نكسة هائلة لـ"تيك توك".
وتقول "الغارديان" إن ما تفعله الولايات المتحدة سيؤثر على خارج حدودها، فعلى سبيل المثال، قبيل إعلان رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، حظر التطبيق على الأجهزة الحكومية البريطانية قال :"إننا ننظر إلى ما يفعله حلفاؤنا".
وينفي "تيك توك" قيامه بالتجسس على المستخدمين أو نقل المعلومات الخاصة بهم إلى طرف ثالث.
وتؤكد بكين أن الولايات المتحدة لم تستطع إثبات أن التطبيق يهدد الأمن القومي.
وتعتمد الحملة الغربية على التطبيق على قانون الأمن القومي الذي أقرته الصين في عام 2017 ويطلب من المؤسسات والأشخاص الدعم
والمساعدة والتعاون مع مخابرات الدولة"، إضافة إلى المخاوف بشأن حيازة هذا الكم الهائل من البيانات عن المستخدمين.
لكن المستشار السابق للبيت الأبيض بشأن أمن البيانات، بريان كننغهام، يؤكد أنه لا يوجد دليل قاطع على تدخل الدولة الصينية في عمل "تيك توك".
"تيك توك" في أرقام
الفئة العمرية الأساسية التي يستهدفها التطبيق 15- 24 عاما.
وصل عدد مستخدميه إلى مليار مستخدم في سبتمبر 2021.
انطلق التطبيق في عام 2016.
إذا أمضيت نحو ساعة على التطبيق فبوسعك تصفح من مئات وحتى ألف فيديو، وهذا يسمح للتطبيق بالعثور على بيانات مثل مدة المشاهدة وهذا