تعرف الأحزاب السياسية بأنها تنظيم قانوني وبمثابة حاضنة لتجمع عدد كبير من المواطنين لديهم مبادىء وقيم وأفكار وبرامج ومشاريع تنموية مشتركة ومتشابهة، تبقى حيز التنفيذ لحين الوصول للسلطة التنفيذية بالطرق الديمقراطية السلمية لتنفيذها ضمن فترة زمنية محددة، بهدف الارتقاء بالوطن نحو البناء، والتنمية الشاملة، والمستدامة.
إن الأحزاب السياسية البرامجية القوية التي لها أهداف سياسية واقتصادية واجتماعية وتربط العمل الحزبي بالمواطنة الصالحة تعد بمثابة العقل المدبر للإنسان، وتعمل بكل أمانة ومسؤولية على وضع برامج تنموية شاملة واقعية تلامس هموم وتطلعات المواطنين وتكون مؤثرة بشكل كبير في الحياة العامة.
جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه، أكد أن الأحزاب لها دور كبير وهام في تقدم الوطن وازدهاره، وتتحقق البناء والتنمية الشاملة والمستدامة، حيث جاء ذلك من خلال توجيهاته المستمرة للحكومة والأوراق النقاشية ولقاءاته الإعلامية والميدانية مع المواطنين وآخرها تشكيل اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، مؤكدا أن الإصلاح السياسي مستمر بقوة وأن المرحلة المقبلة مهمة لترجمة هذه المخرجات إلى تشريعات وممارسة حزبية قائمة على البرامج.
إن الأحزاب السياسية في مختلف دول العالم والأردن واحدة منها أنشئت لأهداف كثيرة تتمثل أهمها في خلق نظام ديمقراطي تعددي برامجي، يسهم في تنمية شاملة ومستدامة، والحفاظ على سيادة الوطن و استقلاله، و حمايته من الأخطار الداخلية والخارجية والتقيد بالأنظمة والتعليمات والقوانين السارية ، وصون حقوق المواطن على أساس تكافؤ الفرص والعدالة والمساواة في الحقوق والواجبات ،وتحقيق العدالة الاجتماعية لضمان الحرية والكرامة للجميع وكذلك إبراز الهوية الوطنية الأردنية بما يليق بها على المستوى المحلي والإقليمي والدولي .
إن مشاركة الأحزاب في الانتخابات البرلمانية أو البلدية وغيرها يؤكد أن الأردنيين سواء أمام القانون، ويعزز مبدأ التنافس الشريف على أساس برامجي، ويسهم بشكل كبير في صناعة القرار السياسي سواء على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، يلمس المواطن أثره الإيجابي على المدى القريب والبعيد في بناء الاقتصاد الوطني والمنعة السياسية للدولة والنهوض بالأسرة الأردنية نحو الحياة الكريمة وتمكين الشباب والمرأة من ممارسة دورهم الحقيقي في رسم مستقبل وطنهم في مختلف مناحي الحياة نحو التقدم والازدهار.
إن الأحزاب السياسية البرامجية القوية تعد مطلبا رسميا وشعبيا ، في ظل وجود عدد كبير من الأحزاب السياسية في الأردن ، وهذا الأمر يعود بنا إلى نقطة البداية ان الأحزاب القوية هي التي تخلق التنمية والإنجاز من خلال تمكين الخبرات والكفاءات العلمية والعملية وأصحاب الاختصاص من تولي المسؤولية ورسم خارطة الطريق وصولا إلى بر الأمان ، عكس ما هو موجود في عدد من الأحزاب التي تعمل على مبدأ أن العمل الحزبي هو التشريف وليس التكليف .
إن الواجب الوطني والديني والأخلاقي يحتم على جميع أبناء الوطن الانخراط في العمل الحزبي بشكل فعال للمشاركة في صنع القرار وإفراز النخب من القيادات والكفاءات، وصولا إلى تنمية شاملة ومستدامة للوطن والإنسان ، ونحفظ للأجيال القادمة كرامتها وليبقى الأردن واحة أمن وأمان وعنوانا للرقي والتقدم والازدهار .