لماذا أصبح سم العقرب مادة مطلوبة في مجال الأبحاث الطبية؟ يمكن لسم العقارب أن يكون مميتا في بعض الأحيان، لكن يمكن أن يكون دواء يدر دخلا بملايين الدولارات، وأن ينقذ آلاف المرضى.
ويعد عقرب "ديث ستوكر” (Deathstalker) أو ما يطلق عليه "عقرب فلسطين الأصفر” (The Palestinian yellow scorpion) من أخطر أنواع العقارب على وجه الأرض، لكن السم الذي يجعله خطيرا هو نفسه السائل الأغلى في العالم، إذ يبلغ ثمن قطرة أصغر من حبة السكر منه 130 دولارا، أي أن الغالون الواحد من سم هذا العقرب يساوي 39 مليون دولار، بحسب موقع مجلة "بيزنس إنسايدر”.
بيد أنه من الصعب الحصول على هذا السائل، إذ نحن بحاجة إلى استخلاص هذا السم من 2.64 مليون عقرب من أجل غالون واحد، وهو ما يجعل منه مادة نادرة.
وتعتبر مادة "كلوروتوكسين” الموجودة في السم إحدى الفوائد الطبية لسم العقارب، إذ تستخدم في علاج سرطان الدماغ والحبل الشوكي، كما استعملت من طرف الباحثين للقضاء على الملاريا التي ينقلها البعوض، فضلا عن استخدامها ضد أمراض العظام التي تنقلها الجرذان، وهذا ما جعلها مادة مطلوبة يحاول الباحثون الحصول عليها لاستخدامها في الأبحاث الطبية.
علاج الأورام السرطانية
علاج السرطان عن طريق سم العقارب هو أمر أصبح له انتشاره في عالم الطب، إذ جمعت شركة "بليز بيوساينس” للتكنولوجيا الحيوية في سياتل 5 ملايين دولار لإجراء تجربة محورية بـ”تلوين الورم” (Tumor Paint) تهدف إلى القضاء على الأورام السرطانية، حسب ما ذكر موقع "غيك واير” (GeekWire).
وتقوم فكرة تلوين الورم على إظهار الأورام السرطانية، خصوصا لدى الأطفال، إذ يعمل السم على ربط الخلايا السرطانية ببعضها البعض من دون أن التأثير في الخلايا غير المصابة، ثم محاولة مكافحة الجزء المصاب فقط بسم العقرب، كما اختبرت الشركة التقنية على الأطفال المصابين بأورام في أجهزتهم العصبية المركزية.
وكان موقع "بيزنس إنسايدر” أشار إلى ابتكار باحثين مغاربة جهازا لاستخلاص سم العقرب يعمل عن بعد، حيث نجحت التجربة في أن يستخرج الجهاز السم من 4 عقارب مرة واحدة، ويأمل العلماء في نشر هذا الجهاز عالميا وتسويقه من أجل جعل عملية استخراج السم من العقارب سهلة وأكثر وأمانا.