دفعني شوقي وحنيني إلى الماضي الجميل إلى إشعال النار والطهي عليها كما كان يفعل الآباء والأمهات في المساء عندما كان يأتي ضيوف الرحمن ، كانوا يفعلون ذلك دون رسميات أو تعقيدات في زمن أتصف بالجمال والبساطة والبركة ، مع أنني ما زلت أسير على نهجهم الجميل في إشعال النار والطهي عليها ، إلا أننا نفتقد للضيوف، أصبحنا غرباء، حتى أنني أمضي سحابة ليلتي في الخارج وحيدا ، حتى أن الأبناء أصبحوا يتذمرون من هذه العادة الجميلة التي تضفي على النفس الطمآنينة والسكينة، حيث يمضون وقتهم على التلفونات، وأكل الأندومي، وتارة أخرى يتذمرون يكتفون بمشاهدتي من الشباك ، يخشون الاقتراب من النار ومجالستنا وكأننا جئنا من الفضاء الخارجي لا ألومهم ، فقد تغيرت العادات والمسميات .
أيها السادة الكرام رجاءً أعيدونا للوراء قليلا إلى الزمن الماضي زمن البركة والمحبة والألفة، أعيدونا إلى زمن الأمهات اللواتي غادرن الدنيا وغادرت معهن البركة ولذة الطعام في الصباح و المساء كانت الأسرة تطبخ على النار حتى لو كان الوقت متأخرا ، أما اليوم عندما يأتيك الضيف في المساء بتقدم له الحلويات والفواكة والتسالي والشاي في سبيل ما تتغلب المدام ...زمن أول حول..!
الله على زمن الآباء والأمهات زمن البركة والخير العميم ، عندما كنا صغارا كانت أمهاتنا رحمة الله عليهن بعد الفجر مباشرة يعملن فطور ونفطر في جو من الألفة والمحبة، كانت العائلة تجتمع على قلاية البندورة التي كانت حاضرة وبقوة ، والزيت والزعتر، وشاي العود، سواء كان علينا دوام أم عطلة ، أما اليوم فتغير كل شيء حدث ولا حرج ، فقد ذهبت الألفة والمودة بين أفراد الأسرة ،الفطور يدوب بعد العاشرة، وبعض الأحيان ما في فطور، لقد تعودنا على البسكويت والشيبس، كل شيء تغير في مسميات الحياه والفطور ، بإستثناء القليل جدا من كبار السن من الآباء والاجداد، مازالوا ينامون مبكرا و يستيقظون مبكرا ويفطرون مبكرا ، لكن للأسف لوحدهم، بينما نحن نبقى في سبات عميق ، لقد تغير كل شيء ، زمن أول حول ...!