شهد زفاف ولي العهد الحسين بن عبدالله وسمو الأميرة رجوة الحسين يوم الخميس حضوراً واسعاً لقادات وزعماء ومسؤولييين عرب ودوليين، بالتزامن مع الإهتمام الإعلامي العالمي في تغطية تفاصيل العرس الأردني الهاشمي الذي إتسم ببساطته وتشابهه إلى حدِ كبير بالأعراس الأردنية.
العرس الملكي الذي أضاء على محطات تقليدية وتراثية موجودة في كُل عرس يُقيمه المواطنين في محافظات ومناطق المملكة، فشاهدنا أسبوعين حافلين بالفعاليات التقليدية للأعراس والتي أقيمت في مضارب بني هاشم. إبتداءً من حناء العروس الذي أقامته الملكة رانيا والدة العريس وكان حرصها بأن تُشرك هذه الفرحة مع سيدات أردنيات من مختلف المحافظات والمناطق، وكانت حناء أردنية مميزة بكافة ما حملت من مظاهر الفرح؛ ومن ثُم إحتفال العشاء الذي أقيم في ذات المضارب، والذي حضره ممثلين عن الشعب الأردني من شيوخ ووجهاء وناشطين. كان في إستقبالهم الأمراء والداعي لهم للتفضّل على العشاء هو والد العريس، الملك شخصياً بعدما ألقى إلى مسامعهم كلمته المؤثّرة، والذي غلب عليها طابع الأبوّة الصادقة. فالحسين بعد حمام العريس ، وبعد أن زُف على أكتاف الكلمات المُعنيّة من أفواه رفاقه العسّكر، وبعد أن " شطّبوا" إسمه من دفتر "العزويبة" تسلّم من والده سيفاً من سيوف بني هاشم، كهديةً هي من أغلى الهدايا التي يُمكن أن يحظى بها الأبن من أبيه، كيف لا والآية القرآنية المنقوشة على السيف تحمل دلالات ومعاني سامية لا تُقدر بثمن. أما فعاليات الحفل ، فهي كما شاهدها الجميع، أردنية الطابع والهوية والشخوض الذين برعوا في تأديتها.
زُف الحسين على وقع الحضور العربي والدولي الواسع، وعلى أنغام الفرح الذي عمّ كل محافظات ونواحي المملكة، فالناس الذين لم يتسنى لهم الخروج للشوارع للإحتفاء بتاريخية المناسبة، فحتماً ستجدهم أمام شاشات التلفاز يُشاهدون لحظةً بلحظة الموكب الأحمر الذي يقل عريس الوطن وعروسته.
هُنا يجب أن نتوقف عند نقطتين مُهمتين كشفهما العرس الملكي الأردني: الأولى وهي المكانة العربية والدولية التي يتمتع بها الأردن وعلاقات الصداقة التي تربط الملك بزعماء وقادات الدول في مؤشّر أن للأردن موقعه المتقدم من العالم والذي دائماً ما يحظى بإحترام وإهتمام الجميع، وهذا ما تُثبته مواقف الدول في العالم تجاه الأردن.
أما النقطة الثانية وهي غاية في أهميتها: فلقد سمعت من هُنا وهُناك أصواتاً تقول: بأن الفرح مُصطنع ومُختلق، لا وبل مدفوع الثمن، وهذا ما لا يليق بهذا الشعب الأصيل الذي دائماً ما يُثبت أصالته وشهامته وصلابته التي تتكسر عليها كل الظروف والمحن. ففرحة الأردنيين كانت نابعة من قلوب صادقة مُحبّة للملك ولولي عهده الشاب الأردني الذي حرص على أن يُشرك أبناء الشعب وبناته في عرسه، فلبّى كل الأردنيين كبارهم وصغارهم، شبابهم وشيخوهم، رجالهم ونسائهم، دعوة أميرهم. فعمّت الفرحة القلوب قبل الأماكن، وظهرت حقيقة علاقة المحكوم بالحاكم بأصدق وأبهى صورها. في مشهد كان عنوانه العريض التضامُن في السرّاء والضرّاء والتضامن والتعاون يداً بيد في أفراح وأتراحه...