ولد الاعلامي رافع شاهين عام 1943 في مدينه بيسان الواقعة شمال غرب فلسطين، وسط سهل بيسان الشهير بخصوبته في وقت كانت فلسطين تشهد أحداثاً عسكرية وسياسية تهدف لإقامة الكيان الصهيوني و تشريد شعبها بالقوة، فبعد النكبة اضطرت عائلته للجوء إلى الأردن، واستقرت عائلته في مدينة الزرقاء القريبة من العاصمة عمان
عاش رافع شاهين طفولته وشبابه في مدينة الزرقاء التي أحبها وأقام فيها فترة طويلة، حيث درس في مدارسها، محتفظا في ذاكرته بصور النكبة
¤وقد تميز منذ المرحلة الابتدائية بنشاطه المتنوع فقد كان فاعلاً في الإذاعة المدرسية، وحاضراً في الاحتفالات والمناسبات الوطنية التي تقيمها مدارس وزارة التربية والتعليم، ولعل هذه المرحلة قد وضعت رافع شاهين على مسار الإعلام دون أن يخطط لذلك، غير أن موهبته الواضحة وقوة شخصيته وبشاشته المحببة، جعلت منه شخصية مرغوبة فقد كان متفائلاً على الدوام، وتواقاً للعمل والإبداع مهما كبرت المصاعب وزادت المعيقات
رافق رافع شاهين تأسيس التلفزيون الأردني الذي أطلق بثه عام 1969، و كان أول وجه ظهر على شاشة التلفزيون الأردني
وقد تتلمذ على يد عدد من كبار الإعلاميين العرب، من أمثال الإعلامي الشهير شريف العلمي، الذي كان يقدم برنامجه ذائع الصيت
« سين وجيم « حيث عمل معه رافع شاهين في الإعداد للبرنامج، وهذا مكنه من الإمساك بأسرار برامج المسابقات الثقافية، مما ساعده في تحقيق حلمه الخاص
بدأ مسيرته في تقديم البرامج الرياضية، مثل برنامج « عالم المصارعة « حيث كان يقوم بالتعليق على نزالات المصارعة العالمية بصوته وتعليقاته الحماسية، حتى أصبح هذا البرنامج من أكثر البرامج مشاهدة في سبعينيات وثمانيات القرن الماضي، ومن هنا أخذ اسمه يلمع بسرعة كبيرة، وبعد نجاحه في هذا البرنامج النوعي، قام بتقديم برنامج كبير ومتنوع في مجال الرياضة وهو برنامج
« الرياضة والشباب« الذي قدم من خلاله الأخبار الرياضية محلياً وعربياً وعالمياً،
شكل ابتكاره لبرنامج المسابقات الثقافية الشهير(( فكر وأربح )) نقطة انطلاق جديدة لرافع شاهين ضمن مشروعه الإعلامي الكبير، مستفيداً من خبرة من سبقه في هذا المجال كشريف العلمي والدكتور عمر الخطيب، حيث تميز بقربه من الناس بكافة مستوياتهم وشرائحهم، فقد كان مرحاً وقريباً من قلوب المشاهدين، مما جعله الأفضل والأكثر متابعة، وتميز برنامج فكر وأربح بتنوع فقراته، وقدرتها على شد انتباه المتسابق والجمهور، وتحقيق المتعة والفائدة من خلال المعلومة الجديدة والفكرة المغايرة،
وفي اطار البحث والكشف عن المواهب المتتوعة قدم برنامجه ((مواهب )) الذي حظي برواج كبير، كاشفاً عن المواهب في الغناء والموسيقى، والتمثيل والرسم وغيرها من الفنون الجميلة، وكان لهذا البرنامج دورا بارزا في الكشف عن عدد كبير من المواهب، التي أصبحت فيما بعد قامات فنية كبيرة،
دفعت نجاحات رافع شاهين عدداً من محطات التلفزيون في دول الخليج العربي، إلى استقطابه للعمل لديها، فقام بالإعداد والإشراف على عدد من برامج المسابقات الثقافية، التي قدمت بنجاح على شاشات تلفزيونات دول الخليج، وكانت هذه شهادة نجاح عربية لهذا الإعلامي الفذ، فبالإضافة إلى
« فكر وأربح « قدم برنامج « جرب حظك « وبرنامج « خمسة على خمسة « وهي برامج كرست مسيرته الإعلامية الناجحة وزادت من رصيد متابعيه محلياً وعربياً
عين رافع شاهين مديراً للإذاعة الأردنية عام 1988، وفي عام 1989 عين مستشاراً في رئاسة الوزراء ، عاد بعدها لبرامج المسابقات من خلال برنامج (( جائزة المليون ليرة ))الذي أعده وقدمه على شاشة التلفزيون السوري عام 2000 حيث لقي البرنامج نجاحاً لافتاً خاصة لدى المشاهدين في سوريا ولبنان والأردن،
غير أن المرض الخبيث تسلل إلى جسده خفية، فأصيب بسرطان المعدة وهو في قمة عطائه، وخضع لعملية استئصال للمعدة، لكن المرض اللعين عاوده بعد فترة، مما أدى إلى وفاته يوم الأحد 4 آذار عام 2001، وقد شكلت وفاته صدمة كبيرة للوسط الإعلامي والثقافي ولمحبيه على امتداد الوطن الكبير