سورة المسد نزلت في سياق صراع رسول الله مع قريش وأعدائه في مكة المكرمة السورة تتحدث عن أبي لهب، الذي كان عمًّا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو من أعداء الإسلام وأكثرهم عداوةً للنبي قد تعدَّدت الروايات بشأن سبب نزول السورة، ولكن هناك اتفاق بأن السورة نزلت لإظهار بائسة أبي لهب وهلاكه في الدنيا والآخرة بسبب كفره وعداوته للإسلام.
وفقًا لإحدى الروايات، نزلت السورة بعدما استهان أبو لهب بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما أخبرهم بأنه نذيرٌ لهم ونذرهم بعذاب شديد. وقد رد أبو لهب على ذلك بالاستهزاء والاستهانة، وذلك جعل الله ينزل السورة التي تنبهه وتنبه الآخرين إلى هلاكه وفشله.
وفقًا لرواية أخرى، نزلت السورة بسبب دعوة أبي لهب للقوم المقابلين للنبي محمد صلى الله عليه وسلم بأنه مجرد ساحر كاذب، وذلك بعد أن أعلن النبي الحقيقة لهم. وعندما جاء وفدٌ لمقابلة النبي، صرَّح أبو لهب بأن النبي لم يتخلَّ عن كذبه وأنه ما زال يتلقَّى العلاج لداءه، وهذا القول الكاذب حزن به النبي صلى الله عليه وسلم.
يمكن اعتبار مكان نزول سورة المسد هو مكة المكرمة، استنادًا إلى حديث ابن عباس الذي ذكر سبب نزولها وأن النبي صعد إلى الصفا وألقى بها كلماته. وتعتبر سورة المسد سادسة من حيث ترتيب نزول السور في القرآن الكريم. ويلاحظ أن هناك ارتباطًا بين سورة المسد والسور المجاورة لها في الترتيب المصحفي.
من دروس سورة المسد يمكن استخلاص العديد من العبر، بما في ذلك:
- المال والولد لا يمكنهما أن ينجيا الإنسان من عذاب الله.
- النسب والقرابة لا يكونان سببًا للمنجي من العذاب الإلهي.
- عداوة القرابة والأقارب هي امتحان عظيم يمر به الإنسان في دينه.
- توفيق الله ونجاة العبد من العذاب تكون على أساس أعماله وصدقه مع الله، وليس على أساس ثروته أو نسبه.
بهذه الطريقة يمكننا توجيه دروس معينة من سورة المسد للأمور التي تمر بها الأمة وللحياة اليومية للمسلمين.