سلطة أوسلو المشبوهة - أو سمها ما شئت- تنتشر في مخيم جنين وتبدأ بحملة اعتقالات لرجال المقاومة بالتنسيق مع أجهزة الأمن الإسرائيلية وصفتهم بالمطلوبين الأمنيين.
وعلى إثر ذلك نظم المئات من أهالي مخيم جنين، شمالي الضفة الغربية، الإثنين، مسيرة منددة بـ "اعتقالات سياسية” نفذها الأمن الفلسطيني.
وشارك المئات، بينهم مسلحون، في المسيرة التي دعت لها "كتيبة جنين”، التابعة لـ "سرايا القدس”، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي”، وجابت شوارع مخيم جنين.
ورفع المشاركون لافتات تطالب بالإفراج الفوري عن المعتقلين في سجون السلطة الفلسطينية.
وكانت "الكتيبة” قد قالت، في بيان، إن "الأجهزة الأمنية أخلّت باتفاق يقضي بالإفراج عن اثنين من مقاتليها اعتقلا في مدينة طوباس، خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على مخيم جنين، وهما في طريقهما لمساندة المقاتلين”.
وأشارت إلى أن "الأمن يواصل تنفيذ عمليات اعتقال مقاومين، الأمر الذي يهدد النسيج الوطني والاجتماعي” طبعاً فالمحصلة اشتعال حرب أهلية طاحنة لا تبقي ولا تذر كما يخطط لها الصهاينة وعملائها.
ولفهم ما أقدمت عليه السلطة نحيلكم إلى ما قاله مسؤول إسرائيلي كبير في 13 يوليو الجاري، عبر قناة "14” العبرية:"إن اتفاقاً أُبرم بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، يقضي بإعطاء الأجهزة الأمنية الفلسطينية فرصة استعادة السيطرة في مدينة جنين”.
ولفت المسؤول إلى "حوار أجري مؤخراً بين إسرائيل والسلطة، تم فيه الاتفاق على أن تجمّد القوات الإسرائيلية أنشطتها الاستباقية في جنين”.
وقال إن "القوات الإسرائيلية لن تعمل هناك إلا عند الضرورة، من أجل إعطاء السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية فرصة للتعامل مع المنطقة المشبعة بالمسلحين”.
ولم يصدر تعقيب من السلطة الفلسطينية بخصوص هذا الاتفاق.
إنها حملة مشبوهة شعواء ويندى لها جبين الإنسانية لم يشهد التاريخ لها مثيلاً فقد سقطت الأقنعة.
فهل ينجح الاحتلال في إشعال حرب أهلية بين الفلسطينيين كما خطط له في قمة النقب على يد فاسدين من سلطة التنسيق الأمني لم يطلقوا رصاصة واحدة ضد الاحتلال إبّان اجتياح قواته لجنين؟
إذن كيف السبيل إلى إزالة عقبة أوسلو التي باتت رأس حربة في يد الصهاينة دون إراقة دماء! وقد برمجت عقليتها الأمنية على حماية المستوطنين القتلة ولجم أسلحة المقاومة غير آبهة بتهويد ما تبقى من الضفة الغربية ولا بما يتعرض له الفلسطينيون من قتل ومصادرة لأملاكهم المهدورة! لماذ تصر قيادة أوسلو على جر الفلسطينيين إلى مواجهات دامية حيث يتدرّع الإسرائيلييون بذلك؟