توصل الطبيب الباحث السعودي الدكتور محمد عاشور المبتعث من جامعة جدة في تخصص أمراض الصرع في مستشفى بوسطن للأطفال التابع لجامعة هارفارد، المصنف الأول على مستوى الولايات المتحدة إلى 3 نتائج بحثية حديثة في مجال الأمراض العصبية وأمراض الصرع، وما يتعلق بالإشارات الفسيولوجية والكهربائية في الدماغ، وذلك بعدما نشر تلك الأبحاث في مجلات علمية محكمة، وهي Pediatric Neurosurgery، Canadian Journal of Clinical Neuroscience، Heliyon.
وأوضح الدكتور محمد عاشور، أن تلك الأبحاث شملت علاقة بعض نتائج تخطيط الدماغ لدى الأطفال وبعض أمراض الصرع، وتعدّ حالة نادرة لمرض جيني له علاقة بتشوهات خلقية واعتلال بالأوردة الدماغية، حالة نادرة لمرض هيراياما وعلاقته باعتلال أوردة الدماغ والطرق الجراحية لعلاجها.
وأضاف أن البحث الأول أجري على 191 مريضاً، و98 طفلاً سليماً للمقارنة، حيث تم التوصل إلى علاقة بعض النتائج الشائعة لتخطيط الدماغ، وبعض أمراض الصرع، وكذلك علاقتها بنتائج الرنين المغناطيسي، وتعريف طبيب الأعصاب بالحالات التي تتطلب إجراء رنين مغناطيسي لاستبعاد بُعد الجلطات والمشاكل التكوينية في الدماغ، فيما كان البحث الثاني عن علاقة مرض تشوهات الدماغ والمرتبط بالتحول الجيني PIK3CA وجلطات الأوعية الدموية بالدماغ لدى المواليد، وقد توصل إلى الإسهام بتعريف الأطباء بضرورة استبعاد حالات جلطات الأوعية الدموية وعلاجها لدى المواليد المصابين بهذا المرض.
وبيّن عاشور أن البحث الثالث ركز على علاقة مرض هيراياما وتشوه الأوعية الدموية، وكذلك الطرق الجراحية للعلاج، وتوصل إلى نتائج ذكرت علاقة هذين المرضين النادرين والطرق الجراحية الفعالة.
وفيما يتعلق بالصرع في المطلق، يقول الأطباء أنه رغم أن الأطفال أو كبار السن أكثر عُرضة للإصابة بالصرع، فقد يُصاب به أي شخص. وعند تشخيص إصابة البالغين الأكبر سناً بِالصرع، فإنه أَحْياناً يكون ناتِجاً عَنْ مشكلة عصبية أخرى، مثل السكتة الدماغية أو ورم في الدماغ. ويمكن أن يحدث نتيجة لأسباب أخرى ذات صلة بتشوهات وراثية أو عدوى سابقة للدماغ أو إصابات ما قبل الولادة أو اضطرابات النمو. لكن نصف المصابين بالصرع تَقْرِيباً لا يكون السبب لديهم واضِحاً.
وَنَظَراً لأن نوبات الصرع تحدث في الدماغ، فإنه يمكنها أن تؤثر في أي عملية يؤديها الدماغ. لذلك، قد تختلف الأعراض. وعادةً يحدث نوع النوبات نفسه في كل مرة للعديد من الأشخاص المصابين بالصرع. ورغم ذلك، قد يُصاب بعضهم بأكثر من نوع من أنواع النوبات، وتحدث نوبات الصرع البؤرية بواحدة من طريقتين: دون فقدان الوعي أو مع ضعف في الوعي. في الحالات التي تظل فيها واعِياً، قد تنتابك مشاعر متغيرة أو تَغَيُّراً في الحواس مثل الشم أو السمع أو التذوق. وقد تشعر أَيْضاً بالُدوخة أو الوخز، أو ترى أضواء وامضة. وقد تصاب أَيْضاً بِرجفات لا إرادية في بعض أجزاء الجسم، مثل ذراعك أو ساقك. في الحال التي تفقد فيها وعيك، أو يحدث تغير في الوعي، حيث يمكن أن تصاب بالإغماء، أو تحدق في الفضاء، ولا تستجيب بشكل طبيعي. وهناك أفعال مثل فرك اليدين أو المضغ أو البلع أو المشي في دوائر قد تحدث في هذا النوع من النوبات. ونظرًا إلى أن هذه الأعراض تتداخل مع الصداع النصفي أو غيره من الاضطرابات العصبية أو أمراض القلب أو الحالات النفسية، يلزم إجراء اختبارات للتشخيص. أما نوبات الصرع العامة التي تحدث في جميع مناطق الدماغ،
يشار إلى أن الصرع -ويُسمى أيضًا اضطراب نوبات الصرع- هو اضطراب دماغي يُسبب الإصابة بنوبات صرع متكررة، وله أنواع عديدة. ويمكن تحديد سببه في بعض الحالات، وفي حالات أخرى يكون سببه مجهولاً.
يمكن أن تتفاوت أعراض نوبات الصرع تفاوُتًا كبيرًا. قد يفقد بعض الأشخاص وعيهم أثناء نوبة الصرع، بينما لا يفقد آخرون الوعي. وبعض الأشخاص يُحدقون في الفراغ عدة ثوانٍ أثناء إصابتهم بنوبة الصرع. وغيرهم قد يتعرضون لارتجافات متكررة في الذراعين والساقين تُسمى التشنجات أو التقلصات.
لا تعني الإصابة بنوبة صرع واحدة الإصابة بالصرع. بل تُشخص الإصابة بالصرع إذا كنت قد أُصبت بنوبتَي صرع دون سبب واضح تفصل بينهما 24 ساعة على الأقل. لا يوجد سبب واضح لنوبات الصرع غير المبررة.
يمكن أن يسيطر العلاج بالأدوية أو أَحْياناً الجراحة على نوبات الصرع عند أغلب المصابين بالصرع، وبعض الأشخاص يحتاجون إلى علاج مدى الحياة. وعند آخرين، تختفي نوبات الصرع في النهاية. وقد يُشفَى بعض الأطفال المصابين بالصرع مع تقدم العمر.البلاد