أحيت اوركسترا حجرة عمان- التخت الشرقي وهي احدى مبادرات مؤسسة بنك الاتحاد بمصاحبة الموسيقي الضيف عازف العود الملحن والمؤلف الموسيقي طارق الجندي، مساء أمس الأربعاء، على مسرح الجمعية الوطنية الأرثوذوكسية بعمان، حفلا موسيقيا كلاسيكيا.
وتنقلت الموسيقا خلال الحفل بين مؤلفات كلاسيكية شرقية قديمة واخرى معاصرة من تأليف الجندي، وقدمته الاوركسترا المكونة من الفنان اللبناني إيهاب جمال على آلة الكمان، وليث سليمان على آلة الناي، والفنان اللبناني جهاد اسعد على آلة القانون، وجنى سمعان على آلة التشيللو.
وعلى الآلات الإيقاعية المختلفة استهل عواد عواد، الحفل بمقطوعة "سماعي حجاز كار كرد" من تأليف المؤلف الموسيقي العثماني من اصل ارمني كماني طاتيوس أكسرجيان والمعروض باسم "طاتيوس افندي" (1858-1913) والذي يعد من اشهر المؤلفين والملحنين الأتراك والعرب وأكثرهم تأثيرا في موسيقا المقام في "السماعي" و"البشرف".
وجاءت المقطوعة من ثلاث خانات أو مقاطع بطيئة نسبيا والمقطع الرابع متوسط السرعة مع تسليم.
أما المقطوعة الثانية التي قدمتها الاوركسترا بمصاحبة الجندي فهي "ذكرياتي" للمؤلف والملحن وعازف العود الموسيقار محمد القصبجي الذي اشتهر بتجديد "المونولوج" الغنائي، وتخلل الأداء الموسيقي للاوركسترا عزف منفرد مميز على آلة العود للجندي وسط تفاعل كبير من الجمهور.
وينتقل العازفون الى الموسيقا الكلاسيكية الشرقية المعاصرة بمقطوعة "بين بين" تأليف الجندي وكتبها عام 2007 وتتميز بأنها تتحول في إيقاعها الموسيقي بين السريع والبطيء وتوحي بالتقلبات، لتستهل بإيقاع موسيقي حيوي نشط يتحول الى بطيء ثم يتخلله عزف منفرد للفنان اللبناني أسعد على آلة القانون بمصاحبة إيقاع موسيقي منخفض الفنان عواد على الآلة الإيقاعية اللاتينية "القاخون" ليصاحبهما "العود" لاحقا بإيقاع موسيقي منخفض وتلتحق بعد ذلك باقي الاوركسترا بإيقاع موسيقي مرتفع ونشط والذي تختتم به هذه المقطوعة.
وواصل العازفون بمقطوعتهم الرابعة "لونغا مقام حجاز كار كرد" للمؤلف التركي "سبوخ أفندي" التي تتميز فيها قوالب "اللونغا" السريعة بأنها معدة لأداء الرقص وهي متكئة على موروثات الموسيقا الشعبية في البلقان، وتستهل بإيقاع موسيقي سريع ومرتفع يتحول الى سريع جدا.
أما المقطوعة الخامسة وهي "سماعي" من تأليف الجندي الذي بين أنه على مقام "البيات" والذي يتكئ عليه ما نسبته 90 بالمئة من الموروث الموسيقي في بلاد الشام، وجاءت المقطوعة بإيقاعات موسيقية هادئة وبطيئة.
وتواصل الحفل الموسيقي مع المقطوعة السادسة "توتا" للموسيقار فريد الأطرش التي استهلت بإيقاع موسيقي هادئ معتدل يتحول الى نشط سريع ثم بطيء مرتفع لينتقل الى حيوي ونشط سريع ليعود بطيئا وهادئا لتختتم المقطوعة بإيقاع سريع جدا ومرتفع.
وعودة الى الموسيقا الكلاسيكية الشرقية المعاصرة ومن تأليف الجندي واصل الحفل بمقطوعة "ترحال" التي كتبها عام 2009 ومستوحاة من موروث "الامازيغ" الموسيقي القائم على الإيقاعات "العرجاء" غير القابلة لأداء الرقص إلا ان "الأمازيغ" يرقصون عليها" كما أفاد الجندي في تقديمه للمقطوعة، مازجا إياها مع مقام "رمل الماية" التونسي وتتميز بمقطع موسيقي سريع وآخر بطيء حالم.
واستهلت المقطوعة بعزف منفرد للفنانة سمعان على آلة التشيللو مع مصاحبة موسيقية منخفضة للفنان عواد على الإيقاعات المتنوعة لتنضم إليهما بعد ذلك آلتي العود والكمان دون مشاركة من آلتي القانون والناي، ليقدموا معزوفات موسيقية بإيقاع هادئ بطيء جدا يتحول الى نشط ومرتفع ويختتم بإيقاع موسيقي سريع ومرتفع.
وفي ظل التفاعل الكبير للجمهور الذي عبر من خلال التصفيق أكثر من مرة عن استمتاعه بالأداء الراقي تواصل الحفل مع المؤلف الموسيقي "بنت البلد" للموسيقار محمد عبدالوهاب والذي استهلته الاوركسترا والجندي بالفنان عواد على الآلات الإيقاعية ليصاحبه لاحقا باقي العازفين بإيقاع موسيقي بطيء وهادي يتحول الى هادئ جدا ليتخللها عزف منفرد وبإبداع للفنان سليمان على آلة الناي ليتابع معه لاحقا باقي العازفين مختتمين المقطوعة يايقاعات موسيقية معتدلة السرعة ومرتفعة.
وفي المقطوعة التاسعة للحفل التي جاءت من الموسيقا الشرقية الكلاسيكية المعاصرة وحملت عنوان "يسار" تأليف الجندي يستهلها العازفون بإيقاع موسيقي بطيء وهادئ يتحول الى نشط ويتخلل عزف المقطوعة عزف منفرد على آلة الكمان للفنان اللبناني جمال ليعود وينضم إليه باقي العازفين بإيقاع موسيقي سريع ومرتفع.
ويتواص الحفل مع أعمال الفنان الجندي من الموسيقا الكلاسيكية الشرقية المعاصرة بمقطوعة "رقصة الصباح" من البوم "صور" للمؤلف الجندي الذي بين أنها مقطوعة فرح ورقص ووظف فيها من الموروث الشعبي "هزي محرمتك" مع اسلوبية موسيقا "التانجو" الإسبانية، ليستهل العازفون المقطوعة بإيقاع موسيقي نشط سريع ومرتفع يتحول الى هادئ بحيوية.
ويختتم الفنانون أعضاء اوركسترا حجرة عمان والجندي حفلهم الموسيقي المميز بمقطوعة "لونغا رياض" للموسيقار رياض السنباطي التي يستهلون بها معزوفاتهم بايقاع موسيقي سريع وحيوي ومرتفع يتخلل ذلك عزف منفرد على آلة الإيقاع الشرقي(الطبلة) بتميز للفنان عواد ليتابع زملاؤه معه لاحقا المقطوعة ويختتمونها بإيقاعات موسيقية سريعة ومرتفعة وسط تجليات الجمهور الذي أراد المزيد.