لي صديق من خارج المحافظة يظهر نوع من التنافس الإيجابي في عمل الخير تجاه حماه حتى أنه أثار إهتمام حماه على وجه الخصوص لدرجة أنه يحظى بإحترام منقطع النظير لدى حماه ، حتى أن حماه ينتظر بشغف لعودته من إجازة الدوام لكي يجلس معه بالبيت والحديقة ويقضي معظم وقته عنده حتى أنه يمضي ليلته وينام عند صهره ، حيث يقضي معظم وقته يجالسه ويحترم أحفاده لدرجة أنه يميزهم على أحفاده من أبنائه الذكور ، فلا يعمل وليمة إلا عند عودته من الدوام ، يقول لي صديقي عن علاقته بحماه :" في إحدى السنوات مرض والد زوجتي مرضا شديدا أقعده في الفراش فلا يستطيع القيام و لا الذهاب إلى الحمام و كان في حالة من الحياء الشديد تجاه أبنائه الذين لا يمتلكون الخبرة الكافية في التعامل مع حاجات كبير السن ، حيث كان يقول للناس ابنائي عبارة عن أجانب لا يشعرون في عاطفة الأبوة تجاه والدهم فهم منشغلون بهموم وزخارف الحياه مما جعل والدهم يشعر بالإحراج في الطلب منهم بتقديم الرعاية الخاصة من حمله إلى الحمام وتنظيفه مما جعل بصهره إلى القيام بخدمته وتنظيفه عنوة رغم أن حماه ينحرج من هذا العمل ، فقد كان صديقنا على درجة عالية من الفهم والدراية والخبرة و كنت دائما أحثه على عمل الخير تجاه حماه وأوصيه بالقيام برعايته على أكمل وجه كونه بمنزلة والده ووالد زوجته و جد أبنائه.
استمر صديقنا بهذه الرعاية حتى أنه كان يمدد إجازته ويمضي وقته معه طوال النهار والليل والأبناء يراقبون والدهم من بعيد ويشعرون بالإمتعاظ بسبب تلك العلاقة الوطيدة التي كانت تربط زوج أختهم بوالده، كأنهم كانوا ينتظرون وفاته لكي يتقاسموا التركة ولكي ينتهوا من معاناة والدهم ، في تلك الفترة . كان صديقنا يستمر بعنايه حماه حتى شفي تماما وعادت إليه الروح من جديد ، فلما عادت إليه الروح أصبح يدرك أن صهره مكسب له ولإبنته مما حدا به في كل زيارة لصهره بإحضار الكثير من الأشياء الثمينة لبيت ابنته وكان في كل زيارة يعطي أحفاده المال حتى أن صديقنا قد ذكر أنه في السنة الماضية عندما انجبت زوجته طفلة قام حماه بتقديم المال فيما يعرف (بالنقوط ) إلى الطفلة سرا في مغلف تفاجأ بأن النقوط (٣٠٠٠) دينار ، مما حدا به إلى استشارتي في المسألة حول ماذا يفعل حول المال ، فقلت له بصريح العبارة حتى لا يرجع النقوط (انطقر و سكر ثمك ولا تثرثر و اخفي الأمر) . هذه رزقه اجت للطفلة من جدها ولا يجوز إرجاعها أو إطلاع الأقارب عليها خوفا من الحسد والفتنة . أنت صاحب الأولة وصاحب الأولة ما يلتحق على رأي البدو ، أنت عملت معروف مع حماك و جاء دوره ليرد لك المعروف والجزاء بضعفه بعدما فتح الله عليه من الخير العميم ، اشكر حماك وادعو له دائما بالخير وحسن الخاتمة .
دائما وأبدا اجعلوا مخافة الله بين أعينكم ، وأحسنوا المعاملة مع كبير السن من الأب والأم أو العم والعمة والدي الزوجة، فلا يدوم في حياة الإنسان أيها الإخوة والأخوات إلا العمل الصالح وعمل الخير والسمعة الطيبة التي تعتبر من الكنوز الباقية في سيرة الشخص .
وقتها تذكرت قول الشاعر الحطيئة حيث يقول: مَن يَفعَلِ الخَيرَ لا يَعدَم جَوازِيَهُ لا يَذهَبُ العُرفُ بَينَ اللَهِ وَالناسِ .