ما يثير الحيرة أن المختار تيسير الزرقان شخصية صعبة من بعيد ، و لكنها سهلة الوصول إليها ، تظن أنه ذات شخصية تصادمية ولكنك حين تقترب منه تكتشف أنه صاحب قلب كبير و هو رجل ذو مكانة في عشيرته يتمتع بالرزانة
والكياسة والكرم و الجود .
كنت في بداية تعرفي عليه أخشى الحديث معه، لإعتقادي أنه لا يتقبل الرأي الآخر و عندما اقتربت منه تعجبت كثيرا من شخصيته المنفتحة على كافة فئات المجتمع ، و عندما يلتقي أحدا سرعان ما يدعوه إلى بيته حتى أنني أتجنب السلام عليه عندما أحضر جنازة في مقبرة مجادل خشية أن يحرجني لكي أذهب معه للغداء أو العشاء ، كونه يسكن في منطقة مجادل ، فبيته مشرعاً للجميع ، يدخله الكبير و الصغير ذكورا وإناثا، متأثرة زوجته به في الكرم و طيبة اللسان وزكية القلب وحليمة المواقف ، زرته قبل سنة في مرضه فترة الصباح تعجب البعض كيف أذهب إلى زيارة مريض في الصباح ما قبل الظهر ، فأجبتهم:" أن أبا رائد كريم جواد يستقبل الناس في أي وقت ، فهو والد للجميع، و أذكر أنني عندما زرته في الصباح كاد أن يغلق الباب عليَّ حتى أتناول طعام الغداء فتركني بعد إلحاح شديد عندما علم أنني ذاهب لجنازة قريبة مجاورة لمنزله جئت لحضورها بعدما أنهي زيارتي من عنده .
أشاهده بإستمرار يحضر الجنازات في سيارته الخاصة ، حيث لا يكلف احداً عندما يذهب حتى أنه في أحد الأيام أوصاني بالإتصال به و إعلامه عن أي جنازة نظرا لأنه لا يستخدم مواقع التواصل ، كما انه مواظب على المشاركة في مناسبات الأفراح بشكل لافت ومنفتح على العمل الخيري والإجتماعي المتمثل في مشاركاته في جاهات الصلح وجاهات الزواج ، حيث عُرف عنه دعوته دائما بضرورة التوفير على الزوج وعدم تكليفه خاصة في ظل الظروف الصعبة ، كما عُرف عنه أنه يحل المشاكل بين الزوجين قبل تأزمها بصورة سرية قبل أن تخرج للعلن .
لفت الأنظار منذ صغره ، فقد ظهرت عليه صفات الذكاء والفطنة والفهم والإدراك رغم أنه لم يكمل دراسته الثانوية ؛ بسبب ضيق الحال و الفقر المدقع الذي كانت تعيشه الأسر قديما .
لاحظ البعض إتصافه بسمات موروثة في الكرم و القيادة و الشجاعة و الجرأة خلال مشاركاته في جاهات إصلاح ذات البين الذي يشارك فيها منذ عقود داخل الطفيلة وخارجها .
اتصف بأنه يفضي على الجلسة الفرح والطمآنينة ينصت جيدا للمتحدث إليه و هو متحدثٌ ذات فهم واسع للذي يحاوره ، حيث ترجم تلك الصفات والسمات في قيادة عشيرة الزرقان .
ولد المختار الزرقان في الطفيلة عام( ١٩٤٩ ) ، حيث درس الصف الأول الإبتدائي في مدرسة معان الإبتدائية عام (١٩٥٥) ومن ثم أكمل دراسته الإبتدائية و الإعدادية في الطفيلة، حيث كان مدير المدرسة الراحل عبدالله العطيوي ، و هو أبٌ لثمانٍ من الإناث وأربعة من الذكور.
التحق في القوات المسلحة الأردنية عام (١٩٦٤ ) حتى عام (١٩٦٩ ) حيث يعتبر من الذين شاركوا في معركة الكرامة .
في عام (١٩٧٠) تم تعيينه في شركة الفوسفات مراقب ميكانيك حيث أمضى فيها خدمة (٣١) سنة .
شارك في لجنة بناء جامع العيص الكبير ، فقد كان له دورا بارزا في اللجنة نظرا لعلاقاته القوية مع المجتمع المحلي .
تم انتخابه مختارا لعشيرة الزرقان عام ( ١٩٩٦ ) ، حيث دأب على لملمة الشمل، فهو لا يفرق بين ابنائه وأبناء عشيرته يقف معهم على مسافة واحدة ، حيث يستشار من عشيرته وأبناء العمومة في كثير من القضايا ؛ كونه صاحب شخصية متمرسة في المجال الإجتماعي ، كما ينتدب للتحدث في كثير من جاهات الزواج من قبل أبناء عمومته ليتحدث بإسم الجاهة .
يقدم الخير للجميع و يتصدق على الفقراء واليتامى حتى أنني شاهدته في مرضه يزور مركز الأيتام ، حيث عندما شاهدني في المركز كأنه اخفى الأمر إلا أن مدير المركز أثنى عليه خيراً ووصفه بأنه جوادٌ كريمٌ مع اليتامى .
اسأل الله أن يحفظه ويكثر مم أمثاله، فقد كان كريما على أقربائه وانسبائه وجيرانه وأن يجزيه خير الجزاء وأن يصبغ عليه الصحة والعافية و يحفظ نسله وذريته وأن يجعله من أهل الخير والصلاح .