طغى على صفحات الفيسبوك، في الأيام القليلة الماضية، منشور كان قد تكرر عدة مرات من قبل، وسيظل يتكرر في المستقبل، ما دمنا على هذه (الرّشّة) من التفكير.
المنشور يتضمن تحذيرا شديد اللهجة، مانعا جامعا، محبوكا (من مجاميعه)، موجها إلى إدارة الفيسبوك، يبدأ بقول صاحب المنشور على صفحته: «أنا فلان الفلاني، لا أعطي فيسبوك، أو أي كيانات مرتبطة به الإذن باستخدام صوري، أو معلوماتي، أو رسائلي، أو منشوراتي الماضية والمستقبلية.
«وبهذا البيان أبلغ Facebook أنه ممنــــوع منعـا باتا من الإفصاح، أو نسخ، أو توزيع، أو اتخاذ أي إجراء ضدي بناء على هذا (البروفايل)، أو أي من محتوياته. ويمكن معاقبة انتهاك الخصوصية بالقانون..». إلخ.
وينتهي المنشور بتنبيه يوجهه صاحبه إلى كل أصدقائه، مفاده أن «غدا تبدأ قاعدة فيسبوك الجديدة، حيث يمكن للإدارة استخدام صورنا وجميع بياناتنا. إلخ».
ولأن المنشور يتكرر بشكل موجات وبائية، تتكرر كل عام، فقد وجدتُ أنّ (غدا) هذا لم يَـحِـنْ، ولم يأت منذ عدة سنوات.
يا جماعة الخير،
صفحاتنا على الفيسبوك لا تشتمل إلا على: التهاني بالمواليد الجدد، ومناسبات الخطبة والزواج، والنجاح والتخرج، والتعازي والمواساة لأصدقاء، وأقارب ومعارف فقدوا أعزاء عليهم.
وكل ذلك مقبول ومشروع، ويصب في خانة أداء الواجبات الاجتماعية، والمجاملات الطيبة التي توثق الصلات بين الناس، وتزيد روابط المودة بينهم.
وهناك منشورات مصحوبة بصور لصاحب الصفحة الفيسبوكية، مذيلة بعبارات، مثل: (مع دولة العم فلان)، أو (مع معالي الصديق الأخ علان)، أو (مع الأخوة الشيوخ والوجهاء في ضيافة المعزب الحشم علنتان.. ويخلف ع معزبنا..)!!
هذا بالإضافة إلى منشورات تتضمن تفاخرا بإنجازات وأمجاد وبطولات متخيلة وافتراضية، وأخرى مما يسمى بـ (الخردوات أو الكحاكيش).
فهل من المعقول أن (إدارة الفيسبوك) ممكن (تحُطْ عقلها بعقولنا)، وتسرق بياناتنا ومنشوراتنا، وصورنا، وترسلها إلى دوائر الاستخبارات العالمية؟ أو إلى المختبرات العملاقة في مجالات الطب والفضاء، والكيمياء الحيوية؟
هل من المعقول أن إدارة الفيسبوك (تسوّيـها)، وتسرق أفكارنا، وبراءات اختراعاتنا، وملكياتنا الفكرية، ثم تقوم ببيعها في المزادات العالمية؟
وهل تجد إدارة الفيسبوك من يشتري بضاعة، من (ماركة): حزام الظهر، العزوة، أبشر بالفزعة، ومن الله دولة؟؟
وهل هناك في الغرب المتقدم، أو الشرق المتطور من يطمع في الحصول على (لوكيشن تجمّع الفاردة) الذي ينشره خريج جامعة لا يعرف كيف يكتب اسمه، موجهٍ إلى كائنات بشرية، لقوم بإغلاق شارع الستين أو التسعين، أو المية وعشرين، ولتمارس أبشع أشكال الطيش و(الزعرنة) احتفالا بالإنجاز العظيم؟!
وهل من الممكن أن يفعل (فريق فيسبوك) كل ذلك، من وراء ظهر (زوكربيرغ)، دون أن يعرف الرجل (لَغْوَصَات) فريقه؟
وإذا عرف بذلك، ألا يغضب، ويقول لفريق العمل: (عيب يا عيال، لا تفضحونا مع العرب)؟؟ بالتأكيد، سيفعل ذلك؛ فهو ....
فما دام الأمر كذلك، فإن (مارك زوكربيرغ) يستحق قول القائل:
يا بنــــتْ وانا اسألــك بـاللـــــــــــه سألــتـك باللـهْ مــن الغـــالي
قالت (مارك) يا صبي العين و(زوكر) مَعَ الروح خَلْقان.