حين اسير على وهم الآخرون لأجد أن من اقتربت منه قد غررت به وأثنى ثنوه إلى حيث مال إلى حديث ازدان وقره المخادع نحو رقي ذاته لنعود مجددا في قراءة المشهد واعادة النظر في صرف النظر ووجهه الحقيقي وما أسدل عنه فإننا
لا نحب صداقة الشحيح والبخيل، ولا الثرثار قليل الفعل كثير الكلام، وأمقت الازدواجي وصاحب القناع، ولا أحترم الجاحد النكّار ونرفض كل متكبر كذاب، وأبتعد كثيراً عن كل متلوّن رمادي الأفكار، ونكره من يأخذ منك حاجته ثم يولي سريعاً الأدبار، لا أحب الطماع والذي يشبه أشعب، والذي يمدح من أجل البطن والدينار، ولا المدعي الذي يحب البروز الزائف ويجيد المظهر المستعار، ولا الذي يهوى التناقض ويعرف كيف يلبس رداء النفاق، وأمقت صاحب الصوت اللجوج والذي في كل واد يهيم، ولا أبالي ولا أهتم بالذي يعيش بالوجوه العديدة في كل صبح ومساء، وأزدري الذي يعيش بجلباب جده أو أبيه، ويتمنطق بفعل غيره وسواه، وأبغض الذي يدّعي الوصل وهو يعيش القطع والهجر والنسيان، والذي عندما يريد شيئاً يصبح كأنه الهر السقيم، وإذا قضى حاجته صار ثعلباً مكاراً، وناكرَ المعروف وجاحدَ الجميل عندي كأنه ضفدع ضئيل، أو بغلة مسنة عرجاء، أوناقة جرباء، وأن تمسح بمسوح الدين، ولبس عباءة الأتقياء، وأنبذ الذين يتسلّون بالصراعات والعداوات، والمشحونة نفوسهم بالكره والبغض، وأصحاب الخطابات القاصرة، والتنظيرات التافهة، والذين يعملون بطرق ملتوية ودسائس ونكد، ولا أصاحب ذوي الأفواه الجائعة للكذب والنفاق والبهتان والرياء، والمتفوقون بقلب الحقائق والمقاصد، والمستهزؤون بالمبادئ والقيم، الناعتين الآخرين بأسماء وألقاب وصفات ما أنزل الله بها من سلطان، المصنفين الناس إلى تيارات وجماعات زوراً وزيفاً وبهتاً، القاذفين الآخرين بكرات النار، والصابين الزيت على اللهب، لا أحترم الشراني الفوضوي الملقوف والذي يعمل بالخفاء والتخفي والفهلوة الناقصه، لا أستسيغ أصحاب الكبر والترفع والاستعلاء ولا الماشين بزهو وخيلاء، ولا أصحاب الكرم المصطنع، والبشاشة الواهنة الهشة، ولا الهياط المسرحي المهول الكثيف، ولا المنتفخين بالذات، ولا أصحاب النزعة الغرورية، والعاهات الأخلاقية، والابتسامات التي تخفي وراءها الحقد الدفين، المنخرطين بالنبش والتحرّي والكشف، المنحدرين إلى سفوح السفالة والمنزلقين إلى قيعان الفراغ والخواء، ولا الناس الشياطين، الذين لا يكفون عن البذاءة، ويحبون الوقيعة ونسج خيوط الإيذاء، وأمقت جداً من أصحاب السليقة المعوجة، والفهم السقيم، الكارهين المبغضين أصحاب الوجوه المكفهرة العابسة، والذين يدسون السم بالعسل، ويشوّهون الحقائق، ويواصلون مساعيهم المحمومة في التزييف والخريف والتحريف وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، وأرفض مجالس السوء، واستراحات الوهم، وتجمعات اللق والنق، ولا أود المتسلّقين، والغشاشين وأصحاب السقوف الواهية، والمسارات الخاطئة، والمختلفة ظواهرهم عن بواطنهم، والمجافين للحق والقيم، والماهرون والبارعون في حقول الظلام، هي أشياء أمقتها ولا تروق للفضلا الفاضلين، ولا تروق لكل عاقل أديب او لبيب وحكيم بصير فالنأي عنهم خير عمل واتقى..