هل تنطلي حيلة المفاوضات الجديد لمناقشة القضية الفلسطينية برعاية امريكية على الفلسطينيين وقد ادركوا بأن المؤمن لا يلدغ من جحره مرتين!
إنها أوهام عمياء لا تنطلي حتى على الطفل الغرير في القماط.
ففي محاولة لصيانة فخ معاهدة أوسلو المشؤومة، الذي بدد الوقت لصالح الاحتلال الإسرائيلي منذ 32 عاماً قضتها السلطة في تقديم التنازلات فيما الاحتلال يصادر الأراضي وينتهك كرامة الفلسطينيين؛ لرصف الطريق بالمماطلات والتسويف اللامتناهي، وبالتالي الزج بالسعودية في فخ الاتفاقية الإبراهيمية القائمة على تصفية القضية الفلسطينية بالمجان.
وهذا مدخل لفهم ما يدور في وضخ النهار من حراك أممي للإيهام بحل القضية الفلسطينية جذرياً وإقامة دولة فلسطينية مشوهة ومنقوصة الحقوق على ما تبقى من أراضي الضفة الغربية المحتلة وتسليح سلطة اوسلو لمواجهة المقاومة المتنامية في جنين ونابلس وغيرها من المدن الخاضعة لسلطة التنسيق الأمني، في إطار وحدة الساحات.
هذه حقيقة لا يمكن القفز عنها أثناء تناولنا للخبر الذي مفاده بأنه انعقد
اجتماع عربي أوروبي في نيويورك بمشاركة 50 دولة، الإثنين، لبحث سبل إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، وسط تحذير سعودي من "فقد الأمل في حل الدولتين” الفلسطينية والإسرائيلية. في ظل توقف عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ 2014.
وأفادت الخارجية المصرية (وكالات)، بـ”عقد اجتماع وزاري خاص بإحياء جهود دعم عملية السلام في الشرق الأوسط”
طبعاً الاتفاقية الميتة منذ إبرامها عام 1991.
وأوضحت أن الاجتماع "عقد على هامش أعمال الجمعية العامة (للأمم المتحدة) في نيويورك بدعوة من كل من الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية والسعودية بالشراكة مع مصر والأردن، وبمشاركة ما يقرب من خمسين دولة من أعضاء الأمم المتحدة”..
فهل يمكن للفلسطينيين أن يثقوا بأمريكا والاتحاد الأوروبي الذيْن زرعا الوتد الإسرائيلي في قلب الوطن العربي! ورسخوا الاحتلال على حساب الشعب الفلسطيني الذي يتعرض في بلاده المحتلة لسياسة التطهير العرقي والإذل والحرمان من حقوقه المشروعة.
وفي تقديري فكل هذه الطنة والرنة لن تحدث أي تغيير على المشهد الفلسطيني، وخاصة بأن حكومةً يمينية يقودها نتنياهو المرفوض إسرائيلياً بسب قضايا الفساد التي تلاحقه، تتبنى هذا الحراك الدولي الذي أشبهه بالجَمَلِ وقد تمخض فولد فأراً؛ لذلك فإن الرهان الفلسطيني يستبعد سلطة اوسلو المشبوهة ويضع كل بيضاته في سلة المقاومة الرادعة للاحتلال المضعضع الزائل. فلن يكترث الفلسطينيون بأوهام المتربصين بالحق الفلسطيني ما دامت البندقية الفلسطينية وصواريخ المقاومة لا تضل طريقها إلى الاحتلال الإسرائيلي الغاشم في معركة المصير.
فالذئب الخائف لا يقوى على الصمود ولو كشر عن أنيابه الحادة الملطخة بالدماء ما دام صاحب الحق متمسك بحقوقه وأهمها حق تقرير المصير وحقه بالمقاومة حتى تحرير الأرض والإنسان.