عكست عملية طوفان الأقصئ التي نفذتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الأراضي المحتلة، حقيقة الكيان الإسرائيلي ومدى ضعفه وهشاشة قواه، فقد تمكن الشبان المقاومون من اختراق أعتى التحصينات الإسرائيلية، بأسلحتهم الخفيفة، والدخول إلى عمق الأراضي المحتلة، في واقعة كشفت عن القدرات الهلامية لجيش الكيان، كما عرت الأحداث ذاتها القوئ الغربية التي تتغنى دائما بالسلام وحقوق الإنسان، في مواقفها الفاضحة الداعمة للكيان الإسرائيلي المجرم، الذي يستخدم أسلحة الدمار والإبادة المحرمة دوليا في قتل أهل غزة العزل وتدمير ممتلكاتهم.
لا يمكن الحديث عن سلام دائم وشامل وعادل مع الكيان الغاصب، المتمادي في انتهاكاته، المستمر في توسعه في الأراضي الفلسطينية وتهجيره لسكانها منذ عام 1967م، في ظل مواقف خجولة للمجتمع الدولي، حيث يستخدم هذا الكيان مصطلح السلام كغطاء لأطماعه التوسعية، إذ لا تقبل دولة الكيان في أي حال بقيام دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب بجوارها، وهو ما أثبتته الوقائع المختلفة علئ مدئ العقود المنصرمة.
السلام مع كيان ممعن في جرائمه وفضائعه لا تصنعه سوئ فوهات البنادق وقوالب البارود، وعلى أحرار وشرفاء العالم دعم جهاد شعب فلسطين التحررية، حتئ قيام دولته المستقلة علئ تراب أرضه التأريخية.
لقد رأينا مدى الخوف والذعر الذي لحق بجيش الاحتلال وقيادته السياسية، جراء أعمال الصمود والاستبسال للمقاومين الفلسطينيين، وهذا دليل واضح على ضعف جيش الاحتلال وركاكة عقيدته القتالية، حيث استنفر كل طاقاته ومجاميعه، واستدعى لمعظم تشكيلاته بما في ذلك قوات الاحتياط.
لا نرى في طوفان الأقصئ سوى بداية عملية تحرير انطلق قطارها، ولن يتوقف بعون الله تعالئ إلا باستعادة كامل الحق الفلسطبني المسلوب، وعلئ كافة شرائح المجتمع الفلسطيني اللحاق بركب التحرير.
وكما تشير التقديرات والأحداث فإن هناك نية للكيان الإسرائيلي بتوجيه قواته لاجتياح غزة بريا، لذا فالفرصة سانحة لمشاغلة العدو علئ أكثر من جبهة ومكان، إذ يتعين علئ المقاومة الإسلامية اللبنانية ممثلة (بحزب الله) إشعال الجبهة الشمالية مع الكيان الإسرائيلي، وآن الأوان لثوار الجولان الانتفاض ومقارعة العدو، حتئ يمكن التخفيف من الضغط على قطاع غزة، وإجبار العدو علئ التفاوض الندي والمجدي.