توصل فريق بحث علمي أردني من كلية الصيدلة والعلوم الطبية في جامعة البترا إلى تصنيع مركب كيميائي لقتل الخلايا السرطانية لسرطان الكبد وسرطان الكلى، وحصل المركب على براءة اختراع ، ومَنَحَت مديرية حماية الملكية الصناعية في وزارة الصناعة والتجارة براءة الاختراع لجامعة البترا لمدة 20 عاماً. وبحسب النتائج التي توصل إليها الفريق البحثي فإنه وعلى الرغم من وجود مركبات علاجية مشابهة ومتداولة في الأسواق المحلية والعالمية، فإن المركب الجديد يعمل بفعالية أكبر لقتل الخلايا السرطانية، وبتأثير سُمّيّ منخفض جدا مقارنة مع المركبات الحالية، كما أنه في حال تم طرح هذا المركب في الأسواق فإن تكلفته ستكون أقل بعشرة أضعاف من تكلفة المركبات المتداولة.
وتشكل الفريق الأردني من الدكتور أحمد الشيخ، والأستاذ الدكتور توفيق عرفات، والدكتور لؤي أبو قطوسة، والأستاذ الدكتور إياد الملاح، وجاء تمويل هذا البحث بدعم من عمادة البحث العلمي والدراسات العليا، وكلية الصيدلة والعلوم الطبية، ومركز الإبداع والريادة في كلية تكنولوجيا المعلومات في الجامعة. وقال رئيس جامعة البترا الأستاذ الدكتور رامي عبد الرحيم إن هذا الاختراع الجديد جاء نتيجة لسياسة الجامعة المتبعة لتوفير البنية التحتية والدعم غير المحدود للباحثين، بالإضافة إلى تميز باحثي جامعة البترا الذين تخرجوا في أرقى جامعات العالم، ولديهم خبرة بحثية عميقة، ما يعزز من تحقيقههم لهذه الإنجازات المميزة.
وتمكن فريق جامعة البترا من تسجيل الاختراع في العديد من دول العالم عبر جمعية "ويبو"، كما حصل مؤخراً على تسجيل لبراءة الاختراع باسم "مركبات الكوينولون المستبدلة واستخدامها في علاج السرطان وطريقة تحضيرها" بعد استكمال جميع الشروط الواردة في القانون والنظام الخاص بمديرية حماية الملكية الصناعية. وبحسب الموقع الإلكتروني لمركز الحسين للسرطان فإن العلاج الكيماوي هو دواء يعطى لمرضى السرطان لقتل الخلايا السرطانية، ويستهدف العلاج الكيماوي المتداول حاليًّا الخلايا السرطانية سريعة النمو والانقسام ويعمل على قتلها، لكنه لا يفرق بين الخلايا السرطانية والخلايا السليمة، وفي هذه النقطة يقول قائد الفريق البحثي الدكتور أحمد الشيخ إن العلاج الذي توصل إليه الفريق البحثي يحافظ على الخلايا السليمة في الجسم بضِعف النسبة التي تحققها الأدوية المطروحه في الأسواق.
وبحسب إحصائيات المراكز التابعة لمنظمة الصحة العالمية فقد سجلت إصابة ما يقارب تسعمئة ألف شخص حول العالم بسرطان الكبد خلال عام 2020، وبنسبة 11.6% من نسبة المصابين بأنواع السرطان المختلفة، وبينما تصل تكلفة أنواع بعض علاجات سرطان الكبد والكُلى إلى آلاف الدولارات، فإن التكلفة المتوقعة للمركب الذي توصل إليه الفريق الأردني في حال طرحه في الأسواق ستكون أقل بعشرة أضعاف من العلاجات المطروحة في الأسواق الحالية.
وعزا الشيخ انخفاض كلفة العلاج الأردني إلى انخفاض كلفته الإنتاجية، قائلًا: "تتطلب عملية تصنيع وإنتاج علاجات السرطان في أغلب الأحيان تهيئة ظروف مخبرية خاصة ترفع من كلفة الإنتاج، بينما تمكن الفريق البحثي في جامعة البترا من التوصل إلى إنتاج المركب العلاجي في ظل ظروف أقل تكلفة، وبنسبة أمان أعلى، مع التركيز على مهاجمة الخلايا السرطانية، وتخفيف سُمّيّة العلاج على الخلايا السليمة في الجسم".