بداية لابد من الاشارة الى ان مفهوم الاستراتيجية عموما:
" هي مجموعة السياسات والأساليب والخطط والمناهج المتبعة من أجل تحقيق الأهداف المرسومه سلفا في أقل وقت ممكن وبأقل جهد مبذول".
-- وعندما نتحدث عن تصريحات ابي عبيده فاننا نتحدث هنا عن الحرب النفسية او المعنوية او العمليات النفسية.......
وهنا لا بد من الاشارة الى ان الحرب النفسية تفهم :
" بانها الاستخدام المخطط من جانب دولة أو مجموعة من الدول في وقت الحرب أو السلام لاجراءات أعلامية بقصد التأثير في أراء وعواطف ومواقف وسلوك جماعات اجنبية معادية أو محايدة أو صديقة بطريقة تساعد على تحقيق سياسة وأهداف الدولة أو الدول المستخدمة "
-- تكمن اهمية الحرب النفسية في انها تسير جنبا الى جنب مع الحرب العسكرية ولها التأثير نفسه اوربما اكثر وفي اغلب الاوقات تنتصر الجيوش بالحرب النفسية.
-- من اختار ابا عبيده ناطقا رسميا باسم فصائل المقاومه في غزة هي قيادة حكيمة وعبقرية تضع الرجل المناسب في المكان المناسب......
١-- تتميز بانها استراتيجية المحتوى والاهداف والالقاء والمصداقية.
-- اما المحتوى الاستراتيجي فهو ينطوي على رسائل عسكرية:
مفادها ان لدى المقاومة من القدرات والامكانات والاعداد والاراده ما يحقق الصمود والتحدي وايلام العدو وافشال مخططاته واهدافه .
- ورسائل سياسية تنطوي على ادارة الحرب بطريقة تجبر الخصم على الجلوس الى طاولة المفاوضات من جهة ، ومن جهة اخرى تؤكد ان المقاومة هي الرقم الاصعب على الساحة العربية في اجهاض المشروع الصهيوني .
- واستراتيجية الاهداف فهي توجه رسائلها الى اكثر من جمهور:
- تستهدف رفع معنويات الحاضنة الشعبية في غزة من اجل لتعزيز صمودها وعدم نزوحها من غزة وافشال المخطط الاسرائيلي بتهجيرهم من جهة والتمرد على المقاومة من جهة اخرى وقد حققت هذا الهدف بامتياز.
- تستهدف تعاطف الشعوب العربية لتحفيزها وبث روح الاقدام فيها للقيام بنصرة المقاومة بالاساليب المتاحة مثل المظاهرات والدعم المادي والمعنوي والضغط على الانظمة العربية الحاكمة لاجبارها على الدعم السياسي وتقديم الاحتياجات الطبية والغذائية لاهل غزة.
وفي دول الاقليم :
- تستهدف اثارة الرعب والخوف في نفوس الشعب الاسرائيلي ودفعه الى الهجرة من جهة والضغط على حكومته لايقاف الحرب او الانقلاب عليها من جهة اخرى.
- تستهدف احراج النظام الايراني واذرعه العسكرية في العراق ولبنان واليمن لاجباره على دفع استحقاقاته التحالفية الى ذراعيه العسكريين في غزة (حماس والجهاد) ووضع شعاراته في نصرة فلسطين والاقصى موضع الاختبار الحقيقي على ارض الواقع.
- تستهدف تحفيز النظام التركي للقيام بخطوة مماثلة لما فعله سابقا لنصرة قطر وليبيا والشعب السوري.
- تستهدف شعوب العالم لكشف الصورة الوحشية للكيان الاسرائيلي والدول الغربية الداعمه له وتبصير هذه الشعوب بمدى زيف شعاراتهم المناصرة للديموقراطية وحقوق الانسان وتجاوزاتهم والتعدي على كل المعاهدات والمواثيق الدولية .
وكذلك تستهدف اجهاض الحرب النفسية الاسرائيلية القائمة على الكذب وتزوير الحقائق والتضليل الاعلامي لهذه الشعوب.
٢-- تتميز تصريحات ابو عبيدة بالمصداقية والشفافية العالية الدقه في وصف مجريات المعركة وذكر خسائر العدو وخسائر المقاومه دون مبالغة.
٣-- تتميز تصريحات ابو عبيده بانها تقدير موقف استخباري يعنى باستخدام المعلومات و المصطلحات العسكرية التي تتميز بدقة المعلومات الواردة من قادة الميدان وليست تقارير اعلامية مصدرها المراسلون الصحفيون الذين يتواجدون في الساحات الخلفية لميدان المعركة وعليه فان الراي العام المحلي والاقليمي والدولي ينتظر تصريحات ابو عبيده بفارغ الصبر للثقة المطلقة بمصداقيتها.
٤-- تتميز تصريحاته بانها تقدم معلومات وقتية وشاملة ومشبعة بالروح المعنوية ومخترقة لكل الحواجز الالكترونية في التشويش وحجب الوصول الى الجمهور المستهدف وهذا بحد ذاته انجاز نوعي في ظل القصف العنيف الرهيب المزلزل.
٥-- اما استراتيجية الالقاء فهي تعتمد اخفاء شخصية اباعبيده بوضع اللثام على وجهه لسببين :
- لان هدفها التركيز على الرسالة والمضمون العقائدي و الفكري والمعلومة الشاملة الوقتية الدقيقة وليس على شخصية المرسل كما يعتمد الاعلام الرسمي او الحزبي على شخصية المسؤول وربط مصير الامة بشخصه لان اعلام المقاومه يبتعد عن الشخصنة فهو اعلام دعوة وجهاد يربط نتائج المعركة بجهد المجاهدين قيادة وجنودا وهذا فيه تجسيد لقول الله عزوجل:" ولا تبخسوا الناس اشياءهم"
ولا يفوتنا هنا ان نذكر بقول الرسول عليه الصلاة والسلام بعد عودته من غزوة تبوك:" نصرة بالرعب مسيرة شهر"
ومن الاهمية بمكان ان نشير الى تأكيد الله عزوجل في القران الكريم على مواصلة اعداء امتنا استخدام الحرب النفسية لتدمير الاسلام والمسلمين :
-- نؤكد هنا ان المقاومة والحاضنة الشعبية في غزة حققوا انتصارا في العمليات النفسية تخر له الجبال الرواسي.
-- كما نؤكد ان هذه التصريحات حركة الشعوب العربية والاقليمية والدولية على استحياء ونسال الله عزوجل ان يبارك في تصريحات ابي عبيدة ويضاعف تأثيرها لتثوير شعوب الكرة الارضية ضد المشروع الماسوني العالمي للوقوف في وجه الظلم والطغيان وسحق الانسانية.