في ظل مايتعرض له الشعب الفلسطيني البطل في غزة هاشم ..وعلى أرض فلسطين ..واستشعاراً منا لخطورة ماتشهده الساحة الفلسطينية ..وتداعيات مايجري على ساحتنا الوطنية أرجو أن أُوكد على مايلي:
- إن خطاب جلالتكم في القمة العربية الإسلامية الطارئة التي عقدت في الرياض .ليس من بعده خطاب ...وأن على القوى الحية في هذا العالم أن تقرأ وبإمعانٍ شديد مفاصل هذا الخطاب ...وان تسترشد بحديثكم الفصل ...ودعواتكم المتكرره ......لوضع حدٍ للغطرسة الإسرائيلية غير المسبوقة في غزة هاشم..وفي فلسطين كلها . وأن على هذه القوى أن تتيقن تمام اليقين ...بأن المنطقة لن تنعم بالأمن والاستقرار...مالم ينعم الفلسطينيون بامنهم واستقرارهم ...ودولتهم المستقلة على أرضهم وارض آبائهم وأجدادهم....وها انتم اليوم .. تنتصرون جلالتكم ..وبشجاعةٍ منقطعة النظير لصيحات الثكالى في شوارع غزة ..ومستشفياتها ..ومدارسها .....ورياض أطفالها ....وتضعون المجتمع الدولي بمنظماته ومؤسساته واذرعه وهيئاته...أمام مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية إزاء الممارسات الاسرائيلية المقوضة لقرارات الشرعية الدولية على أرض فلسطين الطاهرة...وتذودون عن شرف المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف
فكنتم ياصاحب الجلالة ..نعم الوصي على هذه المقدسات ....ونعم المؤتمن على فلسطين وأهلها.
- إن هذا الاستهداف الصهيوني البربري الممنهج للوجود الفلسطيني......في قطاع غزة ..وعلى أرض فلسطين شعبها ..ومقدساتها...ومقدراتها...
في ظل عجز وصمت دولي وأممي مريب ...
إنما يشي ..بخطر داهم وقادم ....قد يدفع المنطقة كلها إلى حروب ونزاعات مهولة ..ستأتي على الأخضر واليابس ...وسيكون لها تداعياتها الغير مسبوقة ... على ساحتنا الوطنية ..وعلى الساحتين الإقليمية والدولية.
- يثمن أبناء اسرتكم الأردنية الواحدة الجهود العظيمة . التي يقودها جلالتكم وولي عهدكم الأمين.....للذود عن فلسطين وأهلها ..ومقدساتها الإسلامية والمسيحية ...وعن حق شعب فلسطين البطل في الدفاع عن أرضه ...ومستقبل اجياله ....وتطلعه لإقامة دولته المستقلة على أرض فلسطين الطاهرة ...ولطالما حذرتم ياصاحب الجلالة من أن غياب حل الدولتين ..والقفز عن الحق الفلسطيني ....سيكون له تبعات كارثية على المنطقة كلها .
- نعلم ياصاحب الجلالة.. ان هذا الحراك الدبلوماسي الاردني الهاشمي الفاعل والنشط ...في مواقع القرار الدولي ..نصرة لفلسطين واهلها وذودا عن مقدساتها الإسلامية والمسيحية....وصلابة الموقف الأردني ....سيجعل الاردن...في دائرة الاستهداف ..وفي مرمى ...صهاينة هذا العصر ...واعداء الإنسانية .....ومريديهم من الحالمين والحاقدين والجاحدين ....وأن هذا الأمر ....يدعونا جميعاً....أن نحذر ...كل الحذر ...من محاولات النيل من قدسية وحدتنا الوطنية ......وان نقف وقفة الرجل الواحد..خلف قيادتكم الهاشمية الحكيمة والبطلة...وجيشنا العربي الباسل..وأجهزتنا الأمنية الواعية اليقظة الشجاعة....وأن علينا أن نؤمن بأن وحدتنا الوطنية هي رأس مالنا جميعاً ... وهي عِقدنا الثمين ....كأردنيين من شتى اصولنا ومنابتنا ...في مخيماتنا وبوادينا واريافنا ومدننا....وأن العبث في هذه الوحدة ....هو جريمةٌ....وهو أمرٌ مرفوضٌ ... وترخص دونه المهج والاروح ...وان على الدولة ....كل الدولة ..أن تقطع شأفة كل من يحاول العبث في هذه اللُحمة ...أو أن يقترب منها بسوء.
- لا يخفى على المراقب الحصيف ..أن فضائنا الاعلامي الرحب ......مستهدفٌ.....
.ومستباحٌ .....ويضجُ بالاعلام الرخيص المنفلت ......وبسهام الحاقدين الخاسئين والسوداويين .......وأن علينا أن نكون بكامل وعينا ويقضتنا ...وعنفواننا الوطني ....وان لاندع لحاقد أو جاحد أو صاحب فتنة ....مساحة ً بيننا ....وبين صفوفنا ....وعلى أرضنا ...وأن نثق بدولتنا ...وبقائدنا وولي عهده الأمين ....فالهاشميون لهم في رقابنا بيعة ...وقد أثبت التاريخ أنهم هم الأحرصُ على حمل أمانة الحكم ...وأنهم هم الأصدق في الذب عن قيم هذه الأمة ...والذود عن شرف مقدساتها الإسلامية والمسيحية.
- إن ضبابية المواقف الدولية والإقليمية إزاء مايجري في المنطقة....وتقاطع المصالح فيها .يجب أن تدفعنا جميعاً...إلى أن نحرص أن لايُستباح فضائنا ....وان لاتستباح مياديننا وساحاتنا من قبل أصحاب الأجندة الخبيثة ....واصحاب الفتاوي الجاهزة والمعلبة....أو أن تكون هذه الميادين والساحات مرتعاً لمروجي الشائعات المغرضة الهدامة ... والتي تستهدف النخر في بُنى هذا الوطن الاردني العزيز ...والنيل من عرى علاقاته الوثيقة والاخوية والتاريخية مع الدول الشقيقة والصديقة في هذا العالم .
- يدرك أبناء اسرتكم الواحدة...تمام الإدراك ..أن القادم جد خطير ..وان الأيام المقبلة حُبلى ....وان العمل العربي المشترك أضحى هو حاجة الأمة وضرورتها القصوى ...وأن على مؤسسات ومنظمات العمل العربي المشترك أن تستعيد عافيتها ...وان توحد صفها وكلمتها ..وأن تشتبك مع مواقع القرار الدولي...وصُنّاعِه في هذا العالم ...منافحة ومدافعة عن عدالة القضايا العربية والإسلامية ...وفي مقدمتها حق الشعب العربي الفلسطيني في أن ينعم بدولته المستقلة ..وحقوقه المشروعة ....وان يُسدل الستار على اطول واخر احتلال في تاريخ عالمنا الحديث...ويؤكدون على أهمية أن يُترك الأمر لصاحب الأمر ...فولي الأمر ..هو الأقدر على تقدير الموقف ...وصناعة القرار ...الذي يخدم الوطن والأمة ....فالقائد حكيمٌ وشجاع ...وولي عهده فارس وهُمام ....والدولة .الأردنية ..
وبكل أدواتها ومفاصلها
ليست بالدولة الغضة الطارئة...وهي دولة قوية ومتمرسة وموثوقة ومؤثرة على المستويين الإقليمي والدولي وتملك قيادتها إرثاً سياسياً ودينياً محترماً وعميقاً...وتستمد شرعيتها من السماء والأرض والتاريخ ...وتحمل رسالة المحبة والسلام والعدالة للإنسانية جمعاء.
- إن الخروج على القانون ...والعبث بمقدرات الوطن ..والتطاول على هيبة أمننا وجيشنا...بدعوى حرية التعبير والرأي ....هو طعنة في خاصرة الوطن ... وأن على المزاودين على المواقف المتقدمة للقيادة الهاشمية الشجاعة ...والمواقف المشرفة للدولة الأردنية حكومتها وجيشها وشعبها....تجاه إخوة الدم والدين والمصير في فلسطين ...أن يراجعوا أنفسهم ...وأن لايتمادوا في غيهم وضلالهم ....ونكرانهم الجميل ...فهذا الوطن .....الذي يتقدم صفوف جنده ملك شجاع ....ويعضده اميرٌ فارس ...ويحرس حدود أرضه وسمائه ...جيشٌ عظيم ...وأجهزة أمن شجاعة وجسورة.....هو وطنٌ لايُهزم .
- إن أبناء هذا الوطن العزيز ...يقفون اليوم على مسافةٍ واحدةٍ من أبناء الشعب الفلسطيني البطل ....وهم مع حق شعب فلسطين في الدفاع عن كرامته ومستقبل أجياله .. وتطلعه لإقامة دولته المستقلة على أرضه...ويعولون على أهمية وحدة الصف الفلسطيني ...في مواجهة هذه الغطرسة الإسرائيلية الصهيونية .. المتطرفة ....وهذا الاستهداف الهمجي غير المبرر لشعب أعزل ..على أرض آبائه وأجداده.
- إن هذا الإقليم يشهد اليوم ....فوضىً غير مسبوقة ....وقد أُستبيح كما لم يُستباحُ من قبل ...الأمر الذي يتطلب من أبناء الأسرة الاردنيةالواحدة....رص الصفوف والحذر واليقظة ......والوقوف خلف قيادتكم الهاشمية المظفرة..وقواتنا المسلحة الأبية ...واجهزتنا الأمنية الساهرة..... واضعين أنفسهم وأرواحهم...رهن إشارة القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية الباسلة... .وولي عهده الأمين...... دفاعاً عن ثرى هذا الحمى الاردني الهاشمي العظيم ....وخدمة لقضايا الأمة العربية والإسلامية.
- ياصاحب الجلالة ...إن هذه الفروسية التي تضطلع بها حكومة جلالتكم في حربها الدبلوماسية الشرسة مع الكيان الغاصب..وفي ساحات المجتمع الدولي ..واحترافيتها في فضح الممارسات البشعة والبربرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي...وهذا الأداء الاستثنائي والبطولي وغير التقليدي لطاقم هذه الحكومة ليدعونا إلى الفخر والاعتزاز..والى الثقة بأن هذا الوطن بخير ...وأنه سيبقى هو قطب الرحى ...وأن أي محاولة بالقفز عن دوره ..هي ضرب من الوهم والخيال .
- ياحادي الركب ..نضم صوتنا الى صوتك ....فالقدس خط أحمر...ووصايتكم على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها خط أحمر ... وتهجير الفلسطينيين من أرضهم هو خطٌ أحمر ...وان مجرد التفكير في مثل هذا العمل .... هو ضرب من الجنون .....وقفز الى المجهول ..ومغامرة مجنونة ..وغير مسؤولة...وإعلان حرب.