الخبير العسكري والإستراتيجي العميد الركن المتقاعد صقر المناصير
في الجزء الرابع من سلسلة درسٌ من غزه والذي تنشر هذه السلسلة نيروز الاخباريه كان بعنوان مراكز الثقل الاستراتيجي ، أشرنا الى ان قوات الاحتلال تعتبر مجمع الشفاء الطبي اخر مركز ثقل استرتيجي وهدف وازن وذو قيمه عسكرية ومعنوية عالية بالنسبة له بعد أن تعذر عليه مسك ارض واحتلالها بقوات من المشاة وبقي دخوله الى غزة مقتصراً على الدبابات كنقاط حصينه متحركة ، والتي لم تنجو من من قذائف الياسين( 105 ) ، وبالتالي بات يبحث عن انتصار معنوي بعد أن روّج وأوهم العالم والداخل الاسرائيلي بأن مجمع الشفاء هو الصندوق الأسود الذي من خلاله ستكون هناك خيوط تدلنا على مكان الرهائن وقيادات حماس الميدانيه ، ولما لهذا المجمع من رمزية عالية لدى العالم انسانياً فقد قلق العالم كله وتخوف وادان اي دخول للمشفى فأعطي للشفاء دعاية عالمية وركزوا على الاهتمام بعدم المساس بالشفاء ونسوا المجازر المتواصله في غزة كل غزة .
دخل الاحتلال القلعه (الشفاء) بعد حصار وتجويع واخراجه عن العمل ، وبدأ التحقيق مع المتواجدين واعتقال بعضهم ، والان هم يستغلون هذا المجمع كمركز للاعتقال مستخدمين المرضى كدروع بشريه وبدأ يألفون قصصا وروايات عن وجود اسلحه وسيتم تصديق هذه الروايات من الداعمين وأن الدخول كان ضروريا وذو فائده عاليه لتحقيق الهدف من العملية .
فشلٌ اخر يضاف الى قصص الفشل للجيش الذي يصف بأنه أقوى جيوش المنطقه ،
اما على البعد الاخر فسيعتبر هذا الدخول مدخلا للمفاوضات بخصوص الرهائن والتي ستبدأ بجدية بعد أن اعتبر هذا الدخول اخر مكان يمكن الدخول اليه و نوع من النصر المعنوي وتحقيق جزء كبير من هدف الحرب ويبدو ان لعبة عض الأصابع تميل لصالح المقاومه وسيسقط نتنياهو عن الشجرة وستكون سقف اهدافه اقل بكثير من بداية الحرب .