دع الأرض تقاتل عنك ، هي وصية حامي القار والد القائد حنّا بعل ، فكان كلما حقق نصرا يحي روح والدة ويتذكر وصيته دع الأرض تقاتل عنك ، فالأرض تقاتل مع اصحابها فهم ولدوا فيها وتربوا فيها ويعرفون كل شبر فيها يعرفون أين مخابئها يعرفون مداخلها ومخارجها.
والمتابع للحرب الدائرة في غزة يجد انه كلما توسعت منطقة العمليات وتوغل قوات الاحتلال في شمال غزة فأن الخسائر تتضاعف بين صفوف قوات الاحتلال وذلك لكثرة نقاط الاشتباك واستعداد المقاومه الرشيقة التي تصطاد أهدافها بكل يسر وسهولة فالأرض أرضهم يعرفونها ويعرفون حاراتها وطرقها وانفاقها وكأنها تقاتل معهم ضد مهاجم مثقل يتحرك في أرض يجهلها فما يلبث ان يقع في مصيده أو يجد نفسه قد دخل عشا لدبابير المقاومه ، فتجد المقاوم يسير باتجاه دبابة الميركافا ويضع عليها عبوة بكل يسر وسهولة لانه يسير على أرضه فساندته الأرض واحتضنته الجدران لتحميه وظللته الأشجار لتخفيه عن شرور الجو ووضع هو قواعد للنصر لاترتبط بموازين القوى ، بل ترتبط بالارادة والأيمان المطلق بالله و بقضيتهم .
فكلما طال المحتل وجوده بغزة كلما زادت خسائرة وكلما زاد توغله ورط نفسة في وحل لن يخرج منه كما دخل .
فانتشار آلياته بين المباني صيدا سهلا وثمينا للمقاومه وتحد من الضربات الجوية والقصف المدفعي فعندما تلتحم القوات فإنه لا وجود للمدفعيه والطيران ويقتصر ذلك على ضرب خطوط الإمداد وهي غير موجودة لحركات المقاومة ، فخطوط امدادهم هي انفاقهم وخنادقهم هي انقاض المباني المهدمه . لذلك يرى المراقب بأن القصف العنيف بواسطة الطيران قد تضائل، فالمقاوم بجانب الدبابه والفدائي وسط الجنود .