مع بدء موسم البرد والإنفلونزا، تتصاعد أصوات السعال والعطس، وتشتد الأعراض، التي تشمل الحمى والصداع وسيلان أو انسداد الأنف، خاصة في الليل، ما يمنع الراحة التي تشتد الحاجة إليها.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "نيويرك تايمز"، يلقي الخبراء الضوء على هذه المعضلة الليلية ويقدمون علاجات من أجل نوم أكثر راحة.
لماذا تحتد الأعراض مساء؟
يشير الخبراء إلى أن الساعة البيولوجية للجسم تنظم الاضطرابات الليلية، فمع غروب الشمس ترسل إشارة إلى الدماغ ليستعد للنوم، بينما تنشط الخلايا المناعية لزيادة اليقظة ضد مسببات الأمراض مثل الفيروسات والبكتيريا. هذا النشاط المناعي المرتفع يمكن أن يؤدي إلى التهيج، ما يؤدي إلى تفاقم أعراض الجهاز التنفسي.
كما تؤثر إيقاعات الساعة البيولوجية أيضًا على مستويات الهرمونات مثل الكورتيزون، الذي يصل إلى ذروته في الصباح، ما يساعد في الحد من الالتهاب. لذا، فإن انخفاض مستويات الكورتيزون في المساء يؤدي إلى ظهور الأعراض مرة أخرى.
تفاقم السعال
وسبب آخر لتفاقم الأعراض في الليل هو التنقيط الأنفي الخلفي، حيث يتراكم المخاط في الجزء الخلفي من الحلق، ما يؤدي إلى ردود فعل تشمل السعال، خاصة عند الاستلقاء.
ويسلط الدكتور خوان هورتادو، أخصائي طب الأسرة بجامعة جنوب كاليفورنيا، الضوء على تضاؤل عوامل التشتيت في الليل، ما يجعل من الصعب تجاهل المضايقات مثل حكة الحلق. علاوة على ذلك، يمكن للعوامل البيئية في غرفة النوم، مثل الهواء الجاف، أن تؤدي إلى تفاقم تهيج الجهاز التنفسي.
وأوضح التقرير أنه بالإضافة إلى نزلات البرد، تشترك أمراض مثل الحساسية والربو والارتجاع في أعراض مماثلة أثناء الليل، كما إن بعض الأدوية مثل أدوية ضغط الدم يمكن أن تؤدي أيضًا إلى تفاقم السعال.
ما الحل؟
وللتخفيف من أعراض السعال والبرد أثناء الليل، يوصي الأطباء بتناول كميات كافية من السوائل طوال اليوم لتخفيف المخاط وتقليل التنقيط الأنفي الخلفي. ويمكن لطرق مثل الحمامات الساخنة أو بخاخات الأنف المالحة، ورفع الرأس باستخدام وسائد إضافية، أن تساعد في تخفيف المخاط، خاصة بالنسبة للأطفال غير القادرين على تنظيف أنوفهم.
كما ثبت أن الحفاظ على رطوبة الغرفة بنسبة تتراوح بين 40 إلى 60 في المئة عن طريق جهاز الترطيب يقلل من انتقال الفيروسات ويخفف الأعراض مثل السعال والاحتقان.
وبالنسبة للبالغين، تعمل مثبطات السعال على تخفيف السعال، بينما تساعد طاردات البلغم على تخفيف المخاط، وهي متاحة إمّا بشكل منفصل وإمّا في مجموعة من أدوية السعال والبرد. كما من الممكن استخدام قطرات السعال أو العسل لمنع جفاف الحلق وتهيجه، ما يساعد في نهاية المطاف على نوم أكثر هدوءًا والتعافي بشكل أسرع.