مع الاحترام الشديد لكل ذاتٍ بدويةٍ ...حافظت على قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا النبيلة ..وحرصت كل الحرص... على أن تأخذ موقعها الصحيح...وان تقدم لهذا الوطن العزيز صورةً مشرقةً عن مجتمعنا البدوي الاصيل...الا أنني استأذن الجميع لأن أكتب اليوم عن قامةٍ بدوية لها في نفوسنا جميعاً خالص المودة والاحترام والتقدير ....
وبدايةً فإن شهادتي بهذا الرجل الوقور ..وبهذه القامة الوطنية ..شهادة مجروحة ...فحكايتنا مع هذه الشخصية الوطنية وأُسرته النبيلة ...لم تبدأ أمس ...ولكن الحديث يطول عن قصة أطلقها آباء وأجداد ....ذخيرتها... . المرؤة والفروسية والشهامة ...حفظها الأحفاد عن ظهر قلب ...وعضُّوا عليها بالنواجذ ...وسيبقون ..على عهد من سبقوا ....حتى يرث الله الأرض ومن عليها.......واليوم وحين تجرأ البعض من باديتنا فتصدر المشهد ...وتحدث باسمنا جميعاً...بدعوى ريادته وزعامته ورمزيته .....ووصايته على البادية وأبنائها ....فإن الواجب يقضي.....أن نسمي الأسماء باسمائها ....وان نتحدث ....عن قامةٍ بدويةٍ...اردنية استثنائية ....ومع أن الشيخ الجليل جمال حديثة الخريشة لاينتظر شهادة من أحد ولم يسعى لها .....إلا أنه ومن باب الإنصاف ...أن نتحدث اليوم عن الخريشة...المواطن ..والوزير ...والعين ..
والمسؤول الذي لم يرتجف . ....وان نتحدث عن زعيم.... نشأ وترعرع في بيت ابيه حديثه ....الزعيم .... صاحب اليد الطاهرة النظيفة ...مُكرم الخُطّار....ومُطّعم الزوار ...ومقصد الاحرار ... وجمال الخريشة..الذي زاده الشيب حكمةً وهيبةً وتواضعاً ووقاراً ..من حقه
..على الشرفاء ...من ابناء البادية أن ينصفوه ..... .وأن يتحدثوا عنه مربياً فاضلاً..وفارساً نبيلاً... وقدوةً صالحةً..... وقائداً محترفاً.....وزعيماً لم يتصنع الوفاء .....ومواطناً مخلصاً ....لم يحنث في قسم الولاء ..ونشهدُ أنه كان من الأخلص والانقى والأطهر...ولاءاً ووفاءا ً ...لهذا الوطن وقيادته وأهله..
وفي مواقفه من قضايا الوطن والأمة.....وحين يصاب الوطن بعافية.... فيدلهم الخطب ...ويبلع البعض من ساسة هذا العصر ألسنتهم..... ويتوارون عن الأنظار....لم يخبر الأردنيون هذا الاردني الاسمر ... متردداً أو مهادناً أو موارباً ...ولم يكن ابا حديثة الا في مقدمة الصفوف....فلمثله تصلُح الريادةِ والزعامة.