وصف الأستاذ الدكتور أسعد عبدالرحمن الكاتب والسياسي والإعلامي الأستاذ حمادة فراعنة بـ "الموهوب"، بسبب "قدرته على جمع الشتاء والصيف معا"، وعلى "التعاطي مع الأضداد"، واصفا إياه بـ "المحب للإشتباك"، وبـ "صاحب المضمون المتميز"، جاء ذلك خلال تقديم الدكتورعبد الرحمن للمحاضر في الأمسية التي نظمتها "مؤسسة فلسطين الدولية" و"المدارس العصرية" في منتدى الأخيرة مساء الأربعاء، وحملت عنوان: (معركة طوفان الأقصى مالها وماعليها) وقدم فيها الأستاذ حمادة فراعنة لوحة وقراءة للمشهد الفلسطيني، عرض معاناة وتاريخ وتطورات الوضع السياسي العملي الميداني للشعب الفلسطيني بدءا من عام 1948 وصولا إلى يومنا هذا، في ظل التناقضات والتحولات والتغيرات الكبرى التي تشهدها الحالتين "العربية و"الفلسطينية"، وسط حضور نوعي كبير وتفاعل واسع مع مثقفين.
ومما قاله المحاضر: أن حركة حماس حققت نجاحا وانتصارا ومبادرة غير مسبوقة، بهجومها الجريء غير المتوقع، وغير المسبوق في الفعالية والنتائج، مغتنمة يومي عيد ديني وعطلة أسبوعية، وحققت المفاجأة والصدمة للمجتمع الإسرائيلي وذلك عبر: نقل المعركة إلى خطوط وجغرافية مناطق 48، وقتل اكثر من ألف إسرائيلي، واسر أكثر من مائتي إسرائيلي نصفهم من الجنود والضباط، ومحاولة البقاء والسيطرة على مستعمرات محاذية لقطاع غزة، مؤكدا ردة الفعل الإسرائيلية الحادة والعنيفة، و موضحا خطة "يواف غالنت" -وزير "الدفاع" الإسرائيلي- المكونة من ثلاث مراحل لمواجهة آثار 7 أكتوبر، المتمثلة –حسب رأي المحاضر- في: محاولة استرداد ما فقدوه بسبب الإخفاق والفشل، ومحاولة رد الإعتبار لنفسه كوزير للحرب، ولفريقه الحكومي والامني والعسكري، ولرئيس وزراءه الذي أصبح عنوانا لهذا الإخفاق والفشل.
وأضاف الأستاذ فراعنة: أن حماس فاجأت العالم باختيار الوقت وبشكل ذكي ومدروس، حيث إنه للمرة الأولى يقوم الفلسطينيون بهجوم بري وبحري وجوي، مؤكدا أن قطاع غزة وحده الذي مارس الإرادة الوحيدة في ضرب الاحتلال الإسرائيلي، لافتا إلى أن أهمية ما قامت به حماس تكمن في أنها أعادت للشعب الفلسطيني كرامته، حيث إن الغزيين هم دائمًا أصحاب المبادرة في المقاومة، وأن "حماس" فاجأت العالم باختيار الوقت وبشكل ذكي ومدروس، حيث إنه للمرة الأولى يقوم الفلسطينيون بهجوم بري وبحري وجوي، مستشهدا ومشيدا بالموقف الأردني الرسمي والشعبي المشرف تجاه الأشقاء في فلسطين وغزة.
وعقب د. أسعد عبد الرحمن على المحاضرة بقوله: "كحالكم قبل 7 اكتوبر، حين كنا نرى وباستمرار السعار الإسرائيلي بشقيه: دولة المستعمرين/ المستوطنين ودولة الإحتلال متضامنين متكافلين وهم يحاولون صنع ما كانوا يحلمون به؛ من اجتراح نكبة فلسطينية جديدة بكل ما فيها من تهجير وإحلال سكاني و ديموغرافي..إلخ.. يومها كان لسان حالي -وانا أرى جثتين: واحدة اسمها: "النظام السياسي العربي" والأخرى: "النظام السياسي الإسلامي"، وبالمقابل أرى الهجوم المسعور المعزز للسعار الإسرائيلي في دول الغرب، والخمول المقصود من الإدارة الأمريكية؛ عبر الإكثار من الحديث عن الدولة الفلسطينية، -دون أن تستطيع على مدى أكثر من عامين من إدارتها ان تفتتح مكتب لمنظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن أو تعيد القنصلية-، يومها، كان لسان حالي -كلسان حال الكثيرين منكم داخل وخارج هذه القاعة- يقول: يا ليتني مت قبل هذا، وكنت نسيا منسيا، أما بعد 7 أكتوبر، فقد أصبح لسان حالي يقول: الحمد لله أنني لم امت قبل هذا، كي ارى هذا الإنجاز الإستثنائي والإستراتيجي"، معربا عن توقعه بأن الأيام القادمة، لا بل، ربما الساعات الحرجة القريبة القادمة، ستحمل في طياتها مجموعة من التحولات التي قد تمس الحركة على أرض الواقع، والتي سيكون لها ما بعدها.