نعى تامر أبو السعود والده الفقيد سلمان "ابو غانم" الذي انتقل الى رحمة الله تعالى قبل ايام بعد حياة حافلة بالعمل والعبادة والعطاء ..
وكتب ما يلي:
في رحيلك أبي.. إلى روح والدي الحاج سلمان ابو السعود
أبي الحبيب ومعلمي كان الرحيل قبل ايام، وها يأتي كل يوم وأنت فينا ولست بيننا، غادرنا جسدك الطاهر ، ولكن روحك تسكن فينا جميعًا، وبداخل كل منا حنين وأنين ، وصوت حزين، كانهُ يقول لك كل يوم و عام وقبرك نور ونعيم ورحمة وجنات تجري فيها الأنهار، ويقيننا بلقياك في الفردوس الأعلى لما كان لك من عمل طيب وعبادة متصلة وعلم ينتفع به وأبناء صالحين يدعون ليلاً نهاراً بأن يتغمدك الله بواسع رحمته، وأن يكون مأواك الجنة ، وكلنا عزاء برجل ليس ككل الرجال تليق به الذكرى ولوعة الأسى والحزن النبيل بإذن الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد.
أبي الحبيب من ابنك تامر وابناءك غانم ، عامر ، عبد الاله وابنتك واحفاذك، وكافة محبيك دعاء واحد متصل أن يغفر الله لك، وأن يسكنك فسيح جناته، وأن تكون أيامك في جوار الله أجمل من أيامنا، وستبقى ذكرياتنا معك تدور في قلوبنا وتتنفس عطرك الزكي المجبول بعرق السنين التي أفنيتها في تعليمنا وتربيتنا والحرص علينا ووضعنا على طريق محبة الناس .
أبي الحبيب رحمك الله بواسع رحمته وأسكنك فسيح جناته، أيها الغائب العزيز هذا اليوم، وأنت تجمعنا مطبقين أكفنا على جمر الحياة، فزمانك الذي بدأ نعيٌ لزماننا الذي طال عذابه، وها نحن أبي وصديقي الحبيب نداوي جراح الروح، ونسقي بنفسج الحزن ، ونبحث عنك في كل تفاصيل الحياة كل لحظة .
عن قصة أبي المكافح والأب المتفاني والزوج الودود الذي تعلمنا منه جميعًا قصة الصمود والتعب والإيثار والعطاء والحياة ومحبة الناس.
حبيبي الغائب.. نستذكر في رحيلك حضورك وكل اللحظات ، ونقول ها نحن - حيث الشجا يبعث الحزن والتسليم بقدر الله عز وجل سائرون كما كنت طوال حياتك، نسند أرواحنا إلى سيدة التعب والصبر، أمي زوجتك العظيمة، فما يشبهها إلا الرضا، أما عن الداعي لك بالرحمة، فقد ضاقت بي الدنيا غير مرة، وضج قلبي بالأسى، فأين أنت- لا حول ولا قوة إلا بالله-،
أبي وحبيبي لم نكن نرى من اليوم سوى ما نراه في عيونك، وما نستشعره من إحساس ونحن نضع قبلاتنا على يديك ورأسك، وها هو اليوم يعود حاملاً معه وجعاً كالفراق دون وجودك وحضورك وملامحك وصوتك، وعزاؤنا جميعا أنك في رياض الجنان بخير برحمة الله ومغفرته لعباده وشفاعة نبيه محمد صلَ الله عليه وسلم.
أبي الحبيب لقد اشتاق اشقائي وأحفادك وكل من عرفك إلى ضحكتك، وصدرك الحنون، وصوتك الدافئ، وكل شيء فيك ولا نملك إلا الصبر" وبشر الصابرين " فسأصبر ونصبر جميعا ولا نملك إلاَ الدعاء، والذكريات. ونحن على يقين أن الحياة رحلة مؤقتة ولن يصيبنا فيها إلا ما كتبه الله لنا، وأن أعمارنا قد حددت ورزقنا محسوب ولكن هذا لا يعني ألا نبكي أو نحزن عند فراق الأحبة ولكنها دلالة أن نرضى بكل أقدارنا ونتملك القدرة على التعامل مع كل ما يستجد في تفاصيل حياتنا والتعايش معها شاكرين راضين حامدين متفائلين واثقين برحمة الله عز وجل ونحن في شوق شديد كشوق المغترب لبلاده، وشوق العطشان إلى الماء ، فهل من كلام يعبر لك عن مشقة للفراق الذي لا علاج له.
أبي وحبيبي.. إن الفصحاء، والشعراء، والكتاب ليعجزوا أن يعبروا عن فراقك، وهو فراق صعب. بفقدان الأب يتهاوى الجسد، فقد انهار الجدار الذي كنا نستند إليه، أما الجمال فقد كنت ولا زلت الأجمل في قلبي، فيا ويح قلبي من سؤالٍ لا أطيق له جواباً، متى القاك؟.