البعض يستهدفون الدولة الأردنية من بوابة الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، عبر اختزالها في بُعدها الخدمي الثانوي بغرض تقزيمها، والقفز عن أبعادها السياسية والدبلوماسية الأكثر أهمية.
لمن يجهل ماهيّة الوصاية الهاشمية ويُحمِّلها ما لا تحتمله، فهي لا تعني أن يتصرف الأردن عسكرياً ضد العدو الإسرائيلي.
وإنما تعني أن الأردن يملك صفة اعتبارية مُعترف بها دولياً، يحمل بموجبها ملف المقدسات في المحافل السياسية والقانونية الدولية لفضح انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي ومحاولات تغييره الوضع القائم، وإبراز تلك الانتهاكات أمام المجتمع الدولي لوضعه أمام مسؤولياته، وحشد الآراء والمواقف الدولية الرافضة لأي عدوان أو تصعيد إسرائيلي .
الأردن تستثمر جميع أدواتها السياسية والدبلوماسية المتاحة و(الممكنة) لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، لكنها لا تبيع الوهم، ولا تتخذ قراراتها وفق منظور التفاعل الآني مع الأحداث.
لذا، فإن تعزيزها بالاتهامات أمر غير مقبول وينبغي أن يتوقف.
فليس لمصلحة فلسطين ولا الاردن نقل المعركة المحقة من قبل المقاومة من تراب فلسطين الطاهرة الى ارض الاردن أرض الرباط.