من رأى فى منامه كأنه قائم بين يدى الله تعالى والله تعالى ينظر اليه ،فإن كان الرائى من الصالحين فرؤياه رؤيا رحمة ،وان لم يكن من الصالحين فعليه بالحذر لقوله تعالى ( يوم يقوم الناس لرب العالمين) .
فإن رأى كأنه يناجيه اكرم بالقرب وحبب الى الناس، كما قال الله تعالى ( وقربناه نجيا ) وكذلك لو رأى انه ساجد بين يدى الله تعالى لقوله تعالى ( واسجد واقترب)
فإن رأى انه يكلمه من وراء حجاب حسن دينه وأدى امانة ان كانت بين يديه وقوى سلطانه ،وان رأى انه يكلمه من غير حجاب فإنه يكون خطأ فى دينه ،فإن رأه بقلبه عظيما كأنه سبحانه قربه وأكرمه وغفر له أو حاسبه أو بشره فلم يعاين صفة لقى الله يوم القيامة كذلك .
فإن رأى تعالى قد وعده المغفرة والرحمة كان الوعد صحيحا لا شك فيه ،لأن الله تعالى لا يخلف الميعاد ولكنه يصيب بلاء نفسه أو معيشته مادام حيا ،فإن راه تعالى كأنه يعظه انتهى عما لا يرضاه الله تعالى .
فإنكساه ثوبا فهو هم وسقم ماعاش ،ولكنه يستوجب بذلك الشكر الكثير ،فقد حكى كأن بعض الناس رأى كأن الله كساه ثوبين فلبسهما مكانه ،فسأل بن سيرين ،فقال استعد لبلاءه ،فلم يلبث ان جذم الى ان لقى الله تعالى .فإن رأى نورا تحير فيه فلم يقدر على وصفه لم ينتفع بيده ماعاش ،فإن راى الله تعالى سماه باسمه او اسم اخر علا أمره وغلب أعداءه.