شخصية الإنسان وحضوره، وتقبله وانجذاب الآخرين إليه، والأنس للجلوس معه ومرافقته، يبدأ من جمال روحه وخلقه، ورقي تعامله والتي يحرص البعض على تجميل وتطوير شخصيته بوسائل التعلم المستمر والتطوير والثقافة والقراءة لا ليقال إنه مثقف وفاهم، بل ليزيد من قيمته لذاته ووزن أعماقه وفكره، والأهم الاعتناء بجمال الروح ورقيها والسمو بمعالي الأخلاق عنده وتعامله، والحرص على تنقية الروح والالتفات بصدق إليها من أن تكل أو تتعب أو تشيخ!.
ان الاهتمام بالروح والحرص، على الارتقاء بها وتنقيتها مما يشوبها ويعكر صفوها، والسمو بها وتنقيتها من تلوث بصري وفكري وحوار بشر لا طائل منه!
فقد ينسى البعض أرواحهم وراء لهث وهرولة وسعي للحصول على كل شيء من لا شيء. قد يسعى البعض لسلك طرق عدة بحثا عن أهداف ومواقف ومناصب ووجوه يظن أنها ستكسبه مزيدا من التميز والحضور والقوة! ويتناسون أن ما يبقى قوة دائمة لأعماقهم هي قيمة الروح ورقيها وصدقها، لترفع وتعلو بشخصياتهم، وتكسبهم قيمة داخلية لا يمكن لأي إنسان وقوة خارجية أن تسلبها منهم وتقلل من حضورهم وشخصياتهم، قوة الروح لا تهزم ولا يمكن زعزعة ثقتها متى اعتنى بها صاحبها من الانجراف والانزلاق في ماديات الحياة وصحبة صغار العقول وضعاف النفوس.