بقلم : الدكتور محمد سلمان المعايعة /أكاديمي وباحث في الشؤون السياسية.
تطل علينا مناسبة عظيمة مع إشراقة يوم الثلاثين من كانون الثاني من كل عام - من أغلى المناسبات على قلوبنا في الأردن ، عيد ميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين المعظم، صانع المجد والحضارة والتاريخ الذي هو عيد ميلاد أمة له الأثر في قيادة منظومة التخطيط للأمة العربية بأصرار وثبات ويقين ، فعند الحديث عن ذكرى ميلاد جلالة الملك علينا أن نستحضر الإنجازات العظيمة التي تتوج هذه المناسبة العطرة، فعند الحديث عن ميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني هناك عناوين كثيرة وإنجازات عظيمة تحكي عن مسيرته،، فهذه المناسبة تغمرنا جميعا بالزهو والافتخار ، فيها السعادة والسرور والبهجة لما تحمله من هالات المجد والرموز والدلالات والمعاني العظيمة لنا.. فقد أشرقت شمس البُشرى التي زفها جلالة المغفور له الحسين بن طلال طيب الله ثراه لأبناء الوطن والتي تحمل في أكنافها تباشير الخير والبهجة والفرح بميلاد وريث المجد وسليل الدوحه الهاشمية العريقة جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم - ملك الإنسانية الذي نذر نفسة منذ توليه أمانة المسؤولية لخدمة وطنه وشعبه وأمته، تجلى ذلك في مسيرة البناء والإنجاز التي ملأت نجاحاتها فضاءات الوطن في بناء الدولة الحديثة، دولة المؤسسات والقانون، وترسيخ قيم العدالة والتعددية وانتهاج نظريات الإصلاح الشامل لتحقيق النهضة والتنمية المستدامة في كل مناحي الحياة ، لذلك فأنه من أجل بناء دولة عظيمة لا بد من وجود قائد عظيم بارع في فنون السياسه والحكمة والأحتواء ، فهناك مواقف تُقال وتُحكى لجلالة الملك فنقول بأنه من سنن الحياة أن الإنسان يولد مرة واحدة ونقول بأن في عيد ميلاده يكبر سنة واحدة لكن في موقف واحد يكبر العظماء مئة مرة ويزيد نظراً لعظمة الإنجازات التي تشبه المعجزات في كثير من الحالات، تحققت على أرض الواقع للقادة الذين يصنعوا من المواقف شواخص تدل على إنجازاتهم السياسية والحضارية ،فللرجال مواقف، وللزعماء مواقف، وللشرفاء مواقف، ولعبد الله الثاني ابن الحسين مواقف، جعلت من الأردن متحف فوق الأرض وتحت الأرض، ومسرح للثقافة والتعددية السياسية والدينية فهو الذي جمع في صفاته وأخلاقه وروحه الإنسانية العالية جميع مواقف الرجال والزعماء، فكانت مواقفه وما تزال مشرفة في كل اتجاه يستمد ذلك المجد من دماء الآباء والأجداد الهاشميين الذين تحولت دمائهم لقناديل من زيت أضاءت شعلة الكفاح لهذه الأمة، فهناك مواقف تُقال وتُذكر لجلالة الملك عبدالله القائد الذي صنع أمة وتاريخ لمواقفه المشرفة الثابتة تجاه المقدسات الدينية والقضية الفلسطينية وضد تصفية القضية الفلسطينية على حساب الشعب الأردني والفلسطيني ، وخلق من الزعامة لنا عنوان وعلامة فارقة ميزتنا نحن الأردنيين عن غيرنا...
فقد حبّا الله كل دولة بخاصية ومعّلم وعلامة ميزتها عن غيرها سواء أكان ذلك بمنجزاتها الحضارية أو بتقدمها العلمي واكتشافاتها التكنولوجية أو بمصادر طبيعية كالجبال والأنهار أو البترول والثروة المعدنية أو بأمتلاكها الفضاء وهو أعلى درجات التقدم والنجاح والنفوذ....لكن اللة سبحانه وتعالي وهبنّا خاصية ميزتنا عن شعوب الأرض، فلكل أمة لها تراث تتباهى به ونحن في الأردن نملك أجمل تحف الترات الذي ميزنا عن شعوب الأرض بالعائلة الهاشمية...لقد وهبنا اللة قيادة حكيمة ذات تاريخ عريق من نسل الرسول محمد عليه السلام ؛ ظلت شمعة تضيء الفكر والروح والوجدان في هذا الزمن الذي نعيش ، فهي قيادة فاعلة في التوجيه الفكري والأخلاقي والسياسي والقومي الذي نفتقر اليها في زمن الضياع ..ونقول بأنه مع الأزمات الكبيرة الجسام ؛ ومع اللحظات التاريخية يُولد القاده العظام الذين يعملون على بعث رسائل يقظة في ربوع الأمة لكي تدافع عن مقدساتها فإن لم تستطيع أن تفعل ذلك فإن وجودها مهدد بالكامل بالزوال ، ولهذه الواقع المرير انتفض جلالة الملك ورفع شراع السفينة وأبحر رغم علو الموج لانها إرادة قائد يريد تعديل كتابة نصوص التاريخ، رغم علمة بأن هناك بعض المنعطفات القاسية جدا ، لكنها اجبارية لمواصلة الطريق لتحقيق الكرامة الإنسانية للأمة العربية خاصة وأن القضية الفلسطينية تواجه اليوم منعطفا خطيرا بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى بسبب ما يرد من الإدارات الأمريكية المتعاقبة من مواقف وتوجهات سياسية تجاه القضية الفلسطينية وداعمه لسياسة اسرائيل العنصريه في فلسطين، يُنبئ بأن سنين عجاف تنتظر الشعب الفلسطيني والحقوق العربية خاصة وأن هذه التغييرات الخطرة في السياسية الامريكية تسقط في بيئة فلسطينية وعربية مزرية لم يمر مثلها على هذه القضية نتيجة الانقسام الفلسطيني الذي أضعف القضية الفلسطينية وزاد من الاختراقات لوحدة القيادة الفلسطينية وتماسكها، بعد ارتفاع وتيرة الأستقواء على عالمنا العربي من قبل الأطراف الضعيفة والقوية على حد سواء... نعم فالجسم الضعيف هو بالضرورة جاذب لكل الامراض، لأن الدول تسقط والمجتمعات تتعثر من الداخل اولا، وان سياسات الدول تقوم اساسا على المصالح من جهة، وفارق القوة مع الدول المجاورة وذات العلاقة من جهة ثانية، وليس على الصداقات والتحالفات، كل ذلك أدى إلى تأزم سياسي وتردي اقتصادي واحتقان اجتماعي في النظام السياسي العربي الذي هو الآن بحاجة لأجراء عملية جراحية عاجله في الفكر السياسي تعيد له مقومات النهضة والخروج من عباءة التبعية والاستعمار .
إن جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الذي تولى القيادة بعد زعيم كبير وعظيم بات اليوم زعيما كبيرا بالمعنى التاريخي والسياسي وقادر على خلق إختراقات فعلية في واحد من أعقد أقاليم العالم، وجعل من هذه الدولة الصغيرة في حجمها والكبيرة بشعبها، العظيمة بقواتها المسلحة والأجهزة والأمنية قوة سياسية مؤثرة في الأحداث وفي أزمات المنطقة نتيجة حماسته في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفراسته في التفاوض في المحافل الدولية عن قضايا العرب استنادا للقرارات الشرعية الدولية لأنه يملك رؤية عميقه وتفكير يقظ.
نقول وبكل فخر بأن الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين المعظم قد حقق إنجازات ملحوظه في كل جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والطبية، إلى جانب نعمة الأمن والأمان التي ينعم بها وسط إقليم ملتهب..فالقادة همُ الذين يترجمون بأفعالهم أقوالهم ويحرصون على النهضة والتنمية لبلدانهم، فالحديث عن إنجازات ومواقف جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين يفتح الشهيه للحديث عن عظمة مواقفه وإنجازاته الداخلية في مسيرة البناء والتنمية والنهضة والتحديث لتعزيز مكانة الأردن في الخارطة الدولية، ولأن منجزات سيدنا جلالة الملك عبدالله كثيرة لا نستطيع الإحاطة بجوانبها كاملة لكثرتها وجمالها فأننا سنسلط الضوء على أكبر منجز حضاري كتبه التاريخ في سجلاته لجلالة الملك عبدالله المفدى فنقول بأن لكل أمه منجزّ حضاري تتباهى وتتفاخر به أمام الأمم الأخرى ونحن كأردنيين لدينا منجز سياسي وحضاري وتاريخي عظيم هو مواقف سيدنا بالدفاع عن القدس باعتبارها قضية أردنية مقدسة، ومواجهة التحديات التي يتعرض لها الأردن وأهله ، فالأردن يتعرض لتحديات كبيرة لكنه عنده نظام سياسي عميق يستطيع أن يحتوي هذه التحديات لأنه يملك من عناصر القوة الكثير ، فسياسة الأردن لا تتغير بتغير الملفات في المنطقة وهذه عقيدة وسياسة من الثوابت في الدبلوماسية الأردنية...فظهرت براعة العقل السياسي للقائد الهاشمي المتمرس في إدارة الملفات في الاقليم ، فالملك يمثل صوت الحق والحكمة والاعتدال والسلام؛ لأن الدولة الأردنية التي أسسها الهاشميين قائمة على الشرعية الدينية والسياسية وشرعية الإنجاز لما تحملة من هالات المجد ولما تحقق من منجزات تشبه المعجزات أعلت من شأن الوطن ورسمت مكانته وقيمته على الساحة الدولية، هذا النهج السياسي يركز على ضرورة اقامة الدولة الفلسطينية، باعتبارها بوابة الحلول لمشاكل المنطقة؛ فبدون اقامة الدولة الفلسطينية لن يكون هناك حلول لمشاكل المنطقة.فقد أولى جلالة الملك عبدالله الثاني القضية الفلسطينية أعلى درجات العناية والرعاية والاهتمام ، وحمل أمانة الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس على أكمل وجه، فالقدس أمانه مقدسة ومصانه عند جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين المعظم أعز الله ملكة.
فالرسالة الأردنية واضحة لا تقبل التأويل أو المزاودة، فالتمسك بقرارات الشرعية الدولية وخيار حل الدولتين الذي تدعمه قوى عدة في العالم، هي الطريق الآمن لتحقيق مصلحة الشعب الفلسطيني، والأردن الذي يقدم القضية الفلسطينية أولوية على كل القضايا لا يمكن أن يتنازل عن ثوابته في الدفاع عنها، فهي قضية مصير ووجدان لكل أردني وعربي ومسلم ومسيحي.
إن هذه المواقف، تبدد كل المخاوف والتساؤلات، ويبقي جبهتنا صلبة، بعد حالة التناغم الرسمي والشعبي التي عبّرت بوضوح عن رفض الأردن لأي تنازلات بحق القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، ويتناغم مع ثلاثية (كلا) الملكية، فكلا للتنازل عن القدس، وكلا للتوطين وكلا للوطن البديل، وهي رسائل للداخل والخارج أن الأردن لن يقبل بأي حلول على حسابه وبأي حلول تتجاوز حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والشرعية. فالوصاية الهاشمية على القدس ثابت من ثوابت الوطن وضرورة دينية وإدارية وقانونية وسياسية فلها مكانة الصدارة والرعاية من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين، فالإنجازات الحضارية يصنعها المبادرون للنهوض بكافة نشاطات الدولة وتحقيق رسالتها ورؤيتها وتواكب لغة العصر الحديث من حيث التقدم والتحديث والتطوير لأن الدول تتقدم وترتقي من خلال مساهماتها في تشكيل الحضارة الإنسانية.
فلاشك إن قضية الإصلاح والتغيير والبناء هي قضية حضارية في المقام الأول وهي ترتبط بعوامل اقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية وتربوية وتحتاج إلى رؤية استراتيجية جديدة تنظم العلاقة التكاملية بين هذه الأبعاد وتحدد التوقيت والأسلوب الملائمين، ومن هنا جاءت الأوراق النقاشية التي وجهها للحكومة التي أضاءت عن فكر اصلاحي شامل لكافة نواحي الحياة ، فهي نهج ملكي حواري متقدم للإصلاح ، وفكر يعبر عن النهج الملكي في الحكم الرشيد ، وميثاقا مرجعيا للارتقاء بالوطن ، فقد حملت المبادرات الملكية في ثناياها الكثير من المفاهيم والمفردات والقيم والمضامين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية متضمنة رؤية ثاقبة إصلاحية شاملة لجلالة الملك بهدف تعزيز النهج الإصلاحي الشامل في كافة المجالات الإنتاجية والخدمية وتعزيز وتطوير بناء الدولة لمواجهة التحديات والمتغيرات المتسارعة التي تجتاح المنطقة ففي سابقة نادرة في سلوك الملوك والقادة في مخاطبة شعوبهم مباشرة والتواصل معهم ،
فقد استشعر جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله تعالى بأن هناك خلل يعتري مؤسسات الدولة وبحاجة إلى نهضة إصلاحية وثورة تنويرية في كافة قطاعات الدولة ومنها قطاع الشباب ، لبناء إستراتيجية وطنية وخطط وبرامج عمل لأحداث حراك تنويري بين النخب السياسية والمؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني للتحاور في مضامين ورؤئ جلالة الملك بهدف الخروج بفكر اصلاحي يجمع علية النخب من المثقفين وأصحاب المواقع والمنتديات الفكرية لتعزيز حالة الولاء وتعزيز قيم الإنتماء الوطني لمؤسسات الدولة وإعادة بناء الثقافة السياسية والاجتماعية بين أفراد المجتمع المدني على أسس حديثه تشمل القيم المدنية والديمقراطية من خلال وسائل ومؤسسات التنشئة الاجتماعية والسياسية. وعليه فقد أضاء جلالة الملك مساحات واسعة لمناقشة التطور السياسي والاقتصادي في الأردن من خلال تركيز جلالته على ضرورة الاهتمام بالشباب والمرأه، انطلاقا من مبادئ الحرية والعدالة والمساواة وتكافؤ الفرص والمشاركة السياسية وبضرورة وجود الأحزاب السياسية الفاعلة لأن النظم الديمقراطية لا تكتمل إلا بوجود أحزاب وطنية ذات برامج فاعلة لتعزيز نماء الدولة وتطورها..
كما طالب جلالته بثورة ثربويه للنهوض بالتعليم لأن التعليم أحد الأركان الرئيسة في المجتمع ، فجاء التركيز على بناء القدرات البشرية وتطوير العملية التعليمية والارتقاء بها الى مصاف الثورة العالمية الجاريه في هذا الصعيد والتي هي جوهر نهضة الأمة لتحقيق التنمية في كافة المجالات وشدد جلالته على التركيز على التعليم باعتباره أداة للتحديث والإصلاح والأهم لأي نهضة فبدون إصلاح التعليم إصلاحا جذريا سيبقى التخلف ضيفا كريها على مجتمعاتنا ، وسيتأخر نهوضنا في كافة المجالات الإنتاجية .عمل لتعزيز ثقافة البحث والابتكار والإبداع في مؤسسات الدولة الأردنية. ومن هذا المنطلق فقد رأى جلالته بأن هناك خلل إداري ومالي واقتصادي مما يستوجب إجرى تعديلات تشريعية وضروري في الدستور والقوانين والأنظمة الناظمة للحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في مؤسسات الدولة.... وعليه فقد شكل جلالة سيدنا لجنة للنظر في تحديث المنظومة السياسية للدولة وإعادة رسم هيكليتها وتشريعاتها وقوانينها، وقد خرجت اللجنة بمجموعة من التوصيات السياسية التي طالت الدستور في بعض مواده...كما اوصت اللجنة الملكية بتوسيع مشاركة المرأة والشباب في الحياة السياسية....
كما أن اللجنة طرحت تعديل قانوني الانتخاب والاحزاب للوصول إلى الحكومات البرلمانية التي ينادي بها جلالة الملك وهذا يتطلب ثقافة سياسية تنسجم ومتطلبات الديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية وقيم الحوار والتسامح وحقوق الإنسان، وقد تكللت هذه الإنجازات الحضارية بعرضها على مجلس النواب وبعد المناقشات المطوله نالت الكثير من هذه التوصيات موافقة مجلس النواب لنخرح بمنظومة سياسية جديدة تحاكي لغة العصر وبما يخدم المصلحة العليا لدولة الأردنية.
إن الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي نتطلع إليه مع بروز شمس مئوية الدولة الأردنية الثانية ، بحاجة إلى ثقافة سياسية جديدة، تبلور تطلعات الإصلاح السياسي، وتنضج المضامين السياسية التي تحقق بناء نهضة وتنمية يستفيد منها الجميع، وهي موجودة وجهازه في الأوراق النقاشية الملكية ومبادرات الملكية
المكملة للدستور الأردني..
من العناوين الرئيسية التي يوجه جلالة الملك الحكومة لتبنيها في المشروع الاصلاحي للنهوض بالنهضة والتنمية لمئوية الدولة الأردنية الثانية ، يجب السعي نحو نهضة سياسية حزبية جديدة يقودها الشباب عنوانها الكرامه الحرية العدالة الاجتماعية والنزاهة، ليكون الشباب
شركاء في صناعة التغيير والإصلاح والتحديث والتطوير
فالمستقبل لن تبنيه الأيدي المرتعشة فالخوف من التغيير هو الذي يُبقي حياتنا على ما هي.. وقد كان لقواتتا المسلحة الأردنية الحظ الأوفر في توجيهات جلالة الملك ليكون سياج ودرع للوطن؛ فلاشك بأن الجيش هو عماد الرئيسي للدفاع عن أمن الدول برًّا وبحرًا وجوًّا ويتم تشكيله وتسليحه وتدريبه لتحقيق الأهداف الإستراتيجية التي تضعها الدولة، فالجيش هو القوة العسكرية المسلحة للدولة و التي تقوم على حماية الدولة من الأعتداءات الخارجية، والمحافظة على الحدود البرية والمياه الإقليمية والمجال الجوي لها، كما يتدخل الجيش أحياناً في حالة فشل أجهزة الأمن المدنية في السيطرة على الأوضاع الأمنية بداخل الدولة . بالإضافة إلى مشاركته في حالة وقوع كوارث طبيعية، فالجيش في أي بلد يعتبر الركن الأساسي في الدولة وعنصر فاعل في التنمية الشاملة...وفى كل الأحوال، ومنذ بداية التاريخ وعلى كافة مراحل تطور علاقة أدوات القوة كانت قوى الجيش تلعب دوراً أساسياً لا بديل ولا غنى عنه في حماية الأوطان والأفراد والممتلكات وتحفظ هيبة ومكانته الدول ونفوذها بين الأمم والشعوب.. بأعتبارها أحد مراكب النجاة لأي دولة إذ تعرضت للتهديدات من أي جهة..
ومن هذا المنطلق فأن للجيش العربي الأردني حكاية وأيه في صناعة الإنجاز والإبداع وله من البطولات والتضحيات المحطات الكثيرة التي نقف عندها بالاعجاب والتقدير
فالجيش العربي الأردني يمثل هيبة الوطن وعنوان الشهادة ونبع الأصاله ، ورمز الامن والاستقلال والاستقرار، وصانع المجد لأمته، هذا الجيش العربي المغوار له من الإنجازات الحضارية والإنسانية ما تنقلع الرقاب وهي تنظر لسمو بطولاته الوطنية والقومية ومساهماته في قوات حفظ السلام في مناطق النزاع في العالم.
نقول بأنه من المفاخر بأن الجيش العربي أينما وجد في ميادين الواجب أو في مشاركته في أي من قطاعات التنمية والنهضة كان له دائماً أضاءة وإضافة تطويرية في البناء والإصلاح والنهوض بالتنمية والنهضة فله أثر وبصمة من الإنجاز المتقن الذي نال إعجاب العالم أجمع...
أحد المنجزات الحضارية لملوك بني هاشم في بناء القوات المسلحة الأردنية التي كانت إمتداد لأحرار الثورة العربية الكبرى إلى أن وصل إلى قوة ضاربة في كافة المجالات التي شاركت فيها...ولا ننسى دور القوات المسلحة الأردنية في البعد الإنساني من خلال
مشاركتها في قوات حفظ السلام، فلها أسهمامات ومشاركات في الجهود الإنسانية ، بهدف الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، كذلك يعد الجيش العربي مستودع الخبرة المميزة في قوات حفظ السلام في مناطق النزاع في العالم....وذلك انطلاقا من الثوابت القومية والإنسانية التي تميز بها الأردن قيادة وشعباً وحكومة، وتعود هذة المشاركة إلى السمعة الطيبة للقوات المسلحة الأردنية لما تتمتع به من حسن تدريب والكفاءة المهنية العالية....
هؤلاء الرجال الأوفياء المخلصين لتراب الوطن هم الأكثر ممن يستحقوا أن ترفع على صدورهم وسام مئوية الدولة الأردنية الأولى،،
ومن صفات الجيش العربي الشراسه عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن الوطن وإنجازاته.. نعم نقول عن الجيش العربي بأن الجبال عالية وأنتم الجبل العالي، الطويل العظيم بشحاعته الذي رفع سارية الوطن عالية بأنحازاتكم التي يشهد لها القاصي والداني لأنسأل الله أن يبقى جيشنا العربي قلعة صمود، وصخرة يتحطم عليها اطماع الأعداء ويحفظ قيادتنا الهاشمية العامرة معلمي القيم الإنسانية. نعم القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية هي أحد مراكب النجاة في وطننا الحبيب..
حمى الله الأردن وأهله وقيادته الهاشمية العامرة من كل مكروه تحت ظل رأية سيدنا جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين المعظم أعز الله ملكة...
الدكتور محمد سلمان المعايعة الأزايدة /أكاديمي وباحث في الشؤون السياسية