ذكرت مجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية، اليوم الأربعاء، أن إطاحة واحدة من أكثر الشخصيات شعبية في أوكرانيا سوف تكون مثيرة للجدل إلى حد كبير، وسوف تمثل لحظة محورية في صراع أوكرانيا مع روسيا.
ووفقاً للمجلة، اجتاحت كييف في 29 كانون الثاني/يناير شائعات بأن الرئيس فولوديمير زيلينسكي، كان على وشك إقالة قائد القوات المسلحة، الجنرال فاليري زالوجني، بعد أسابيع من التوترات المبلغ عنها.
وحتى الآن، لم يعلن زيلينسكي عن استبدال الجنرال، لكن هذا لا يعني أن وظيفة الجنرال زالوجني آمنة، بحسب المجلة. وأضافت أنه "ربما يكون السبب ببساطة هو أن بديله لم يتم تعيينه بعد".
وأكدت مصادر في هيئة الأركان العامة ومقربة من الجنرال زالوجني، بحسب المجلة، أن "هناك تغييراً يجري العمل عليه".
وتمكّنت "الإيكونوميست"، من تأكيد عقد اجتماع في وقت مبكر من المساء أبلغ فيه الرئيس جنراله بأنه قرر إقالته.
كما عُرض على زالوجني، دور آخر وهو "أمين مجلس الأمن القومي ولكنه رفض".
وجاء في حديث المجلة البريطانية أنه "سرعان ما تسربت أخبار الخطة إلى وسائل الإعلام المحلية، ونفت وزارة الدفاع والقصر الرئاسي إقالة الجنرال، وهذا صحيح من الناحية الفنية".
لكن المشكلة، وفقاً لـ"ذي إيكونوميست"، تكمن في العلاقة المختلة بين الرئيس وجنراله، والشكوك في مكتب الرئيس بأن الجنرال لديه طموحات سياسية لم تختف.
ويبدو أن الرجلين قد تضررا بسبب الخلاف، بحسب المجلة. وأضافت أن الخلافات بين القيادتين السياسية والعسكرية في أوكرانيا تثير قلق حلفاء كييف الرئيسيين.
هذا ووصفت المجلة الواقع الأوكراني في ظل هذه الخلافات، قائلةً إن الشائعات تأتي في وقت حرج.
وأضافت أن الهجوم المضاد الذي شنته أوكرانيا في الصيف قد فشل، وتواجه أوكرانيا حالة من عدم اليقين بشأن درجة الدعم الأجنبي الذي يمكن أن تتوقعه.
ومن غير المرجح، وفقاً للمجلة، أن تؤدي المعركة حول مستقبل الجنرال زالوجني إلى زيادة احتمالات تجديد التمويل، إذ إن القائد يحظى بتقدير كبير في الغرب.
وقالت إن القوات الأوكرانية الموجودة على خط المواجهة تشكو بالفعل من نقص الذخيرة، مضيفةً أن زيلينسكي ليس الشخص الوحيد الذي لاحظ شعبية جنراله.
وبدأت شخصيات المعارضة البارزة، التي تم تهميشها حتى الآن بسبب الحاجة إلى الوحدة الوطنية، بحسب المجلة، في الانضمام إلى الجنرال زالوجني.
وأكدت في تقريرها أن هذه العملية تسارعت في الأسابيع الأخيرة مع تزايد الشائعات حول إطاحة لجنرال.
ووفقاً لها، يحق للرئيس تغيير القائد الذي لم يعد يثق به، قائلةً إن إخضاع القيادة العسكرية للمدنية هو حجر الزاوية في الديمقراطية.
وأضافت أنه إذا تم تعيين بديل الجنرال زالوجني فسوف يخدم بلا شك بفعالية، مضيفةً أن "إزاحة رجل يتمتع بشعبية كبيرة بين جنوده وعامة الناس مثل زالوجني يحمل في طياته مخاطر سياسية وعسكرية".