تحظى عملية التدريس في جميع مستوياتها باهتمام العديد من الدول بغية اكتشاف وتجريب الطرق والوسائط التعليمية الحديثة لتتلاءم مع عقل الإنسان وكيفية عمله؛ وصولاً إلى تنمية مهارات التفكير الناقد والإبداعي وتفعيل دور متكامل لتنمية قدرات العقل البشري بما يمكّن من استيعاب التجديدات والمستحدثات التربوية. ولكي يحقق المعلم التعلم الفعال المنشود، ينبغي أنْ يلمّ إلماماً معرفيّاً دقيقاً بطرق واستراتيجيات التدريس المتنوعة، وأنْ يكتسب المهارات الأدائية الصحيحة، وأنْ يكون لديه اتجاهات إيجابية نابعة من رغبة أكيدة نحو تطبيقها مع طلبته بروح من الهمة والنشاط. يأتي هذا الكتاب الصادر حديثا عن دار الآن ناشرون وموزعون في عمّان للمؤلفين:د. عادل أبو العز سلامة ود. محمد بن خليفة السناني ليقدم تجربة طويلة وخبرة متراكمة في مجال التعليم المدرسي، والمناهج وطرق التدريس.
وقد حرص المؤلفان على أنْ يكون الكتاب واضحًا ومتسلسل الأفكار، ومرتبطًا بواقع المساقات الدراسية في جميع مراحل التعليم المدرسي، وأوضحا أهمية استراتيجيات التدريس ومستحدثات التجديد والتطبيقات التكنولوجية الحديثة، والأنشطة في مجال تدريس العلوم؛ من أجل تنمية أنواع التفكير المختلفة مثل التفكير الناقد والتفكير المنطقي وتفكير حل المشكلات، والتأكيد على الجدلية والعصف الذهني في تنمية التفكير الإبداعي للطلاب المتفوقين والعاديين، والمساهمة في إعداد معلم العلوم من خلال عرض المحتوى العلمي بأسلوب التساؤل ماذا؟ ولماذا؟ وكيف؟ مع تدعيم ذلك من خلال التطبيقات العلمية للدروس والأنشطة.
واشتمل الكتاب على مقدمة وستة فصول تنوعت فيها الأساليب والاستراتيجيات المناسبة، التي تفيد المعلم في التدريس؛ إذ تناول الفصل الأول مفاهيم أساسية عن العلم وماهيته والآراء المختلفة عن طبيعته، ومكوناته، وأهدافه، وطبيعة تدريس العلوم والاتجاهات والتقدير العلمي.
وتضمنت بقية الفصول إلى الفصل السادس طرق واستراتيجيات تدريس حديثة ومتنوعة مع أمثلة تطبيقية مراعيين انتقاء الطرق التي تركز على محورية التعلم نحو الطالب كالاستقصاء وحل المشكلات وغيرها من الطرق والاستراتيجيات ومداخل التدريس.
يذكر أن الدكتور عادل أبو العز سلامة أستاذ المناهج وطرق تدريس العلوم جامعة المنوفية /جامعة الشارقة سابقًا حاصل على الجائزة التقديرية في العلوم التربوية وجائزة الجامعة للتأليف العلمي، والدكتور محمد بن خليفة السناني أستاذ مساعد في مناهج وطرق تدريس العلوم بجامعة الشرقية في سلطنة عُمان.