بينت عدد كبير من الصيدليات في العاصمة المصرية القاهرة، اختفاء مئات الأصناف الدوائية المعالجة لعدد كبير من الأمراض المزمنة كالضغط والسكر والمرارة والغدة الدرقية والكلى واضطرابات المعدة، بجانب نقاط الأنف للرضع والكبار وعدد كبير من أدوية البرد.
واتفق عدد من الصيادلة، الذين تحدثوا مع "العربية على أن أزمة نواقص الأدوية مستمرة في التفاقم منذ فترة طويلة، مدفوعة بنقص وزيادة أسعار الخامات الدوائية المستوردة التي تعتمد عليها صناعة الدواء في مصر بنسبة تقترب من 90%.
أعنف أزمات نقص الدواء
وقال أحمد عبدالجواد، صيدلي، إن الفترة الحالية تشهد نقص مئات الأصناف الدوائية المعالجة لعدد كبير من الأمراض المزمنة في مصر.
"أعمل منذ سنوات طويلة في سوق الدواء المصرية، تلك الأزمة أعتقد أنها تصنّف ضمن أعنف أزمات نقص الدواء في مصر.. 30% من الأدوية داخل الصيدلية التي أملكها غير متوفرة"، بحسب عبدالجواد.
كما أضاف: "هناك بعض الأدوية المستوردة اختفت بشكل كامل، وهناك أيضاً مستحضرات محلية اختفت بكامل بدائلها.. أعتقد لا توجد صيدلية في مصر حالياً تستطيع صرف روشتة دواء كاملة.. بين كل 6 أصناف يتم وصفها من الأطباء تتوفر 3 أو 4 منها بحد أقصى في الصيدليات"، بحسب عبدالجواد..
واتفق معه وليد عبد العزيز، صيدلي، قائلاً: "لا أستطيع حصر الأدوية الناقصة في السوق بشكل دقيق، لكن أملك وعائلتي 3 صيدليات كبرى في القاهرة ولدينا أدوية ناقصة تتخطى 600 صنف". وأضاف ان هناك بعض الممارسات الخاطئة من ممثلي شركات توزيع الدواء في مصر،
خاصة فيما يتعلق بتوزيع الأدوية الناقصة على الصيدليات، فهناك من يقوم بتوجيهها لبعض مخازن الدواء التي تقوم ببيعها للصيدليات بنسب خصم تصل أحياناً إلى (صفر) لتحقيق أرباحاً مرتفعة.
"تضطر بعض الصيدليات لشراء أدوية ناقصة من بعض المخازن الدوائية بنسبة خصم (صفر) أي بنفس السعر المدون على العبوة دون خصم هامش ربح الصيدلي، حتى توفر الدواء للمريض"، بحسب عبد العزيز.
والذي قال "في بعض الأحيان نحصر أسماء المرضى الذين يطلبون دواء محدد وعند العثور عليه نقوم بتوزيع العبوة المكونة من عدة شرائط على أكثر من مريض".
وقال عبدالرحمن بدوي، صيدلي، إن أزمة نقص الدواء تفاقمت بشكل كبير الفترة الماضية نتيجة إقبال بعض المواطنين على شراء كميات كبيرة من الأدوية التي لم تعد تتوفر بالشكل الطبيعي، وهو الأمر الذي يدفع الأدوية التي بدأت في الظهور للاختفاء مرة أخرى خلال فترة وجيزة.
على جانب آخر، قال مواطن خمسيني يُدعى أحمد علي، إنه يبحث عن دواء لعلاج اضطرابات الكبد والقنوات الصفراوية والحصوات المرارية منذ أسابيع ولم يجده بمختلف بدائله، وهو الأمر الذي دفعه للبحث عنه في عشرات الصيدليات المنتشرة في محافظة القاهرة.
وأضاف "وجدت بصعوبة عبوة واحدة من هذا الدواء قبل أيام، لكن الصيدلي طالبني بشراء شريط واحد فقط من العبوة لتلبية احتياجات مرضى آخرين مع وعدي بتوفير عبوة أخرى خلال أيام".
وقال مواطن ثلاثيني يُدعى محمد عبد الرحمن، إنه يبحث منذ أيام على 4 أصناف دوائية وصفها الطبيب لعلاج ارتجاع المريء والحموضة واضطرابات المعدة، لكنه لم يجد سوى صنف واحد فقط،
ما دفعه للقيام بجولة بحث عن باق الأدوية في صيدليات عديدة بمدينة السادس من أكتوبر حتى عثر على كميات قليلة جداً من الأصناف المطلوبة