مَن تابع "خط حركة" سمو ولي العهد الأمير الحسين بن طلال في آخر أسبوعين يعتقد أن هذا "النشاط المكثف" قد قام به "الأمير الشاب" في أشهر عدة دون أي مبالغة، لكن هذا النشاط نفّذه الأمير في غضون 72 ساعة فقط عَبَر خلالها من مكتبه "خلية النحل" في القصر الملكي، وصولا إلى مناطق في البادية لسماع أهلها، ثم العودة إلى المكتب للقاء شخصيات تمتلك خبرات تخصصية في مجالات عدة، قبل أن ينتقل إلى المطار للسفر إلى العاصمة القطرية لتشجيع منتخب "النشامى"، ثم العودة إلى عمّان لزيارة مناطق، وحضور مناسبات عامة، قبل الانطلاق لزيارة مناطق أردنية، زيارة بيوت عزاء، وحضور اجتماعات رسمية وعسكرية وأمنية خاصة، ثم الانطلاق مجددا ليكون في قطر مؤازرا "النشامى" في نهائي القارة الآسيوية.
وبعد أن ظهر الحسين في الدوحة "معانقا وداعما" لأبطال المنتخب، فقد عاد إلى مكتبه الملكي ليلا، ثم سافر في اليوم التالي في رحلة عمل طويلة رفقة جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله في زيارة رسمية للقاء الرئيس الأميركي جو بايدن، و"ضُبّاط إيقاع" المشهد السياسي والديلوماسي في العاصمة واشنطن، إذ قال لي صحافي عربي تحدثت معه أن ولي العهد "طاقة جبارة" لا تهدأ، وأنه يستعيد "إرث جده الحسين" الذي كان طاقة هائلة لا تهدأ أبدا، لا في الداخل الأردني، ولا في المحيط الإقليمي، إذ يقول الصحافي العربي إن الحسين الراحل كان من صفاته إنه "ينام في طائرة ويستيقظ في مطار" بحثا تدعيما لأساسات ودعامات مملكة معدومة الموارد الطبيعية، لكنها كانت "معجزة حقيقية" حين تنظر اليوم إليها مملكة قوية صامدة لا تراق فيها "نقطة دم" واحدة كثلما يحدث في "الجوار الملتهب".
يقول لي الصحافي العربي في محادثة حضر فيها "نشاط الحسين" اللافت، إن العائلة الهاشمية يبدو أنها تُدرّب الملوك سرا وبعيدا عن الأضواء على "القيادة الصبورة والآمنة" قبل أن يصبحوا ملوكا، إذ أن مَن يتابع أداء الملوك الهاشميين وقدرتهم على تطويع الصعاب والتقدم إلى الأمام يعتقد أنهم "تدربوا وتعلموا" في جامعات سرية غير تلك التي يتعلم فيها البقية، قبل أن يمتدح "محدثي العربي" سفر ولي العهد إلى رفح المصرية للإشراف على المساعدات الأردنية إلى غزة، إذ ذكرني بما عنونته "جفرا نيوز" وقتذاك من تحدي الحسين لبنيامين نتنياهو من "المسافة صفر".
وفي العامين الأخيرين يبلغ صحافي عربي ترافق ولي العهد "الحركة المدروسة" التي لا تتوقف أبدا، وبـ"كثافة عالية" وضمن سياقات وإطارات "مدروسة بعناية"، وهي حركة "استرعت الانتباه" خارج الأردن، وأن عواصم عربية رصدت هذه الحركة بـ"تركيز عالٍ" لأن هذه الحركة جاءت، كما لو أنها تؤشر إلى تصميم ولي العهد على البدء بمرحلة "صناعة المستقبل" أردنياً.
وحركة ولي العهد الدؤوبة لم تظهر على أنها "حركة بروتوكولية" لالتقاط الصور الرسمية ونشرها، بل جاءت في سياق "الاطلاع والاستماع" و"كتابة ملاحظاته الخاصة" على مجمل الشأن العام، فولي العهد الأردني يمثل فئة شبابية تكاد تكون أكبر شريحة أردنية تجد دائما "الآذان الصاغية" من جلالة الملك وولي العهد، لأن هذه الفئة هي "ذخيرة" المستقبل الأردني الواعد.