يمكن إرجاع أصول إعجاب إيلون ماسك بالحرف "X" إلى عام 1999، عندما أسس شركة مالية ناشئة تسمى "X.com"، والتي أصبحت فيما بعد عملاق المدفوعات "PayPal".
وفي الساعات الأولى من يوم 23 يوليو/تموز عام 2023، أصبح موقع "تويتر" هو "إكس"، ورغم مرور أكثر من نصف عام منذ تغيير الاسم، إلا أن نطاق الويب الخاص بالمنصة لا يزال هو "twitter.com"، حتى إن "x.com" يعيد التوجيه إلى الرابط الأصلي.
وبالرغم من تغيير الشعار والاسم، إلا أن المنصة لا تزال غير قادرة على التخلص من علامة "تويتر"، ولا يزال العديد من الأشخاص حول العالم يطلقون على المنصة اسم "تويتر"، ويشيرون إلى المنشورات على أنها تغريدات.
ولا تزال بعض وسائل الإعلام تصفها بأنها "X "، المعروفة سابقًا باسم "تويتر".
وأطلقت "تويتر" علنًا في 15 يوليو/تموز عام 2006، وفي غضون أعوام قليلة، اكتسبت المنصة شهرة واسعة النطاق، وأصبحت واحدة من المنصات القليلة التي تتمتع بتجربة منتج فريدة من نوعها، لدرجة أن اسم "تويتر" أصبح مرادفًا للسلوك بالقول "نغرد"، إلى أن انتشرت "تويتر" في كل جزء من الحياة عبر الإنترنت والثقافة الشعبية.
وبالنسبة للكثيرين، كانت "تويتر" مكانًا لمشاركة أفكارهم حول الأحداث الكبرى، بالإضافة إلى المعالم الكبرى، بدءًا من الوظائف الجديدة وصولًا إلى المشاركات والسفر.
وبالنسبة للصحفيين، كانت وسيلة للبقاء على اطلاع على الاتجاهات الثقافية والاجتماعية والسياسية والتواصل مع المصادر، أما بالنسبة للشخصيات العامة، فكانت "تويتر" وسيلة للتواصل مع المتابعين.
وجاءت التغييرات بعد أن اشترى إيلون ماسك المنصة عام 2022.
وفي محاولة لخفض التكاليف، كان تركيز ماسك على الاستغناء عن أكبر عدد ممكن من الأشخاص في أسرع وقت، إذ شملت هذه التخفيضات غالبية فريق الإشراف على المحتوى والعديد من المهندسين، وكانت النتيجة منصة غير مستقرة، وارتفاع مستوى المعلومات المضللة.
ومطلع عام 2023، تحولت شركة "Twitter Inc"، الشركة الأم للمنصة، إلى "X Corp".
يذكر أنه لعقود من الزمن، أراد إيلون ماسك أن يطلق على أول شركة ناشئة له اسم "X"، كما سمى أحد أبنائه "X".
وقال ماسك إن تغيير اسم تويتر كان جزءًا من مسعاه لتحويل المنصة إلى تطبيق لكل شيء، وهو مكان يوحد التجارب بسلاسة في واجهة واحدة.
وفي حين تم دمج بعض الميزات الجديدة قبل تغيير الاسم، مثل قدرة المشتركين المتميزين بالعلامة الزرقاء على تحميل مقاطع فيديو مدتها ساعات، وإرسال مذكرات صوتية في رسائل مباشرة، إلا أن رؤية ماسك لم تتحقق بالكامل إلا وقت تغيير الاسم في العام الماضي.
بعد تغيير الاسم، حصلت موجة من الارتباك عبر الإنترنت، خاصة عندما تبع ذلك تغيير الشعار أيضًا، لكن الشركة كانت بطيئة في تحديث الموقع نفسه، بحيث كان شعار "تويتر"، بما في ذلك الكلمات "تغريد" و"إعادة تغريد" و"اقتباس تغريدة"، لا تزال موجودة على الموقع لعدة أيام بعد ذلك.
وواصل ماسك النشر حول مصطلحات علامته التجارية المفضلة، حيث قال إن التغريدات يجب أن تسمى الآن "X"، ويجب إعادة تقييم مفهوم إعادة التغريد بالكامل.
وتراجع ماسك عن ذلك، حيث قال في نهاية نوفمبر الماضي إنه يفضل تسمية التغريدات بالمشاركات.
وعلى الرغم من أن "تويتر" ليست أول شركة تكنولوجيا كبيرة تقوم بتغيير علامتها التجارية في الأعوام الأخيرة، إلا أن حقيقة أن العديد من المستخدمين لم يفهموا سبب تغيير العلامة التجارية هذه جعلت من الصعب عليهم قبول المنصة باسم "X "، خاصة أنه لم يتغير شيء عليها، بل فقط وضع اسم جديد على منتج قديم.
وتحاول "X" تجاوز ذلك من خلال توفير الاتصال الصوتي والمرئي، وإضافة "Grok AI" للذكاء الاصطناعي إلى النظام الأساسي والمدفوعات في وقت لاحق من العام الجاري.
وفي جميع الأحوال، فإن تغيير الاسم يستغرق بعض الوقت للتعود عليه، فالناس استمروا بإطلاق اسم "داتسون" على شركة نيسان لفترة من الوقت، بعد تغيير علامتها التجارية في الثمانينيات.
وإعادة تسمية العلامة التجارية "X " قد تكون رحلة أصعب من غيرها؛ نظرًا لكونها حالة غير عادية بسبب قوة ثقافية استمرت لأكثر من عقد من الزمان، وتمت إعادة تسميتها بين عشية وضحاها.
وفي السياق عينه، أظهر استطلاع للرأي يسأل المستخدمين عن اسم المنصة، أن حوالي 95٪ من الأصوات البالغ عددها 33210 أصوات قد صبت في مصلحة "تويتر".