بدأت صناعة الحلويات في غزة باستعادة عافيتها مجددًا، خاصة مع اقتراب شهر رمضان، رغم استمرار الحرب الإسرائيلية على القطاع للشهر الخامس على التوالي، والدمار الكبير الذي أحدثته بمختلف مناحي الحياة، خاصة الصناعية منها.
فقد بدأ عدد من صانعي الحلويات بإنشاء مشاريعهم الخاصة الصغيرة، وبعد أن كانوا أصحاب مصانع كبرى فيها أحدث المعدات والآليات، باتوا، اليوم، يعتمدون على معدات بدائية للغاية من أجل صناعة الحلويات وبيعها للنازحين.
أحد هؤلاء، هو رامي أبو دان، النازح من غزة إلى مدينة دير البلح، يروي تفاصيل إنشائه مصنعه الصغير بمنطقة النزوح التي لجأ إليها وأسرته، قائلاً: "نصنع من الموت حياة، ونعمل على إعادة البسمة لقلوب الأطفال والكبار".
وأوضح أبو دان، أنه "كان يمتلك مصنعًا كبيرًا لصناعة الحلويات بمدينة غزة فيه العديد من المعدات والآليات الحديثة، التي كانت تنتج كميات ضخمة للغاية، يوميًا، يوزعها على جميع مناطق القطاع".
وأضاف أنه "بسبب الحرب على غزة اضطررت للنزوح وترك مصنعي الذي أرجح أن يكون الجيش الإسرائيلي قد دمره بالكامل، خاصة أنه قريب جدًا من الحدود الشرقية للقطاع"، لافتًا إلى أنه "بسبب ذلك فقد مصدر رزقه الوحيد".
وأشار إلى أنه "بعد فترة طويلة فكر في البدء بصناعة الحلويات مجددًا ولو بطريقة تقليدية ومعدات بدائية، وبكميات قليلة جدًا أقل بكثير مما كانت عليه سابقًا، للأسف نستخدم أضعف المعدات لإنتاج الحلويات، الحرب أعادتنا 50 عامًا للوراء، نحن شعب مقهور ونحاول أن نصنع الأمل من تحت الركام".
وأفاد أبو دان بأن "الإنتاج قليل، والأسعار مرتفعة جدًا عما كانت عليه في السابق؛ والربح ضعيف جدًا ولا يكفي لأدنى الاحتياجات اليومية لأسر العاملين، لكن العمل وفَّر لعائلتي ولعائلات العاملين مصدر دخل، خاصة في ظل تفشي البطالة وندرة فرص العمل في القطاع".
أما محمد الشعف، أحد صانعي الحلوى في غزة، فقال إنه "مع اقتراب شهر رمضان بدأ التحضير لصناعة حلوى القطايف الشهيرة، هذا النوع من الحلوى يشهد ازدهارًا خلال رمضان، ويزيد الطلب عليه".
وأضاف الشعف . أنه "اعتاد، منذ سنوات، صناعة القطايف وبيعها بالأسواق؛ إلا أنه هذا العام تردد كثيرًا قبل البدء بذلك، خاصة مع ارتفاع أسعار المواد الخام وقلة إقبال الناس على الحلوى بسبب ظروفهم المادية".
وتابع: "بدأت الترويج لنفسي من خلال البيع بالتجزئة للنازحين، حيث أبيع القطعة الواحدة بما يعادل النصف دولار، هذا الثمن يعد مرتفعًا للغاية مقارنة بما كانت عليه أسعار القطايف خلال الأعوام السابقة".
وأكد الشعف أنه "في حال توافر المواد الخاصة بصناعة القطايف فإن الأسعار يمكن أن تهبط لما كانت عليه في السابق؛ لكن في ظل الحرب، وعدم توافر معظم المعدات، والعمل بطريقة بدائية؛ فإن ذلك سيجعل من الصعب العودة للعمل كالسنوات السابقة".