العدوان الاسرائيلي على قطاع غزه ابشع جريمة حرب شهدها تاريخ البشرية .
لندن – بدعوة من مركز الدراسات الجيوسياسية في جامعة كمبريدج ، تحدث رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز امام عدد من السياسيين واساتذة الجامعة ، حول الصراعات الاقليمية والدولية والعدوان الاسرائيلي على قطاع غزه والشعب الفلسطيني ، واشار الى ان بعض هذه الصراعات مضى عليها عقود لم تنتهي ، ودليل ذلك ان الاحتلال الاسرائيلي مر عليه قرابة ثمانية عقود ، وما زال الشعب الفلسطيني يتعرض للظلم والقتل والاعتقال يوميا ، ويؤكد هذه الحقيقة التاريخية هو العدوان الاسرائيلي القائم اليوم على قطاع غزه .
وقال الفايز " ان هذا العدوان هو ابشع عدوان يشهده تاريخ البشرية الحديث ، هذا العدوان الذي كشف زيف ادعاءات المنظرين حول حق الشعوب في الحرية والعدالة والاستقلال والحياة الامنة المستقرة " .
واكد الفايز ان استمرار الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية زاد من الصراعات التي يواجهها عالمنا ، وادى الى المزيد من التوتر وعدم الاستقرار على كافة المستويات الاقليمية والدولية ، وبات الاحتلال الاسرائيلي يسعى جاهدا الى تحويل الصراع في المنطقه ، الى صراع ديني غير ابه بالنتائج الكارثية التي سيتعرض لها الجميع .
ودعا الفايز المجتمع الدولي الى ضرورة اتخاذ اجراءات عملية لوقف العدوان على قطاع غزه وفتح المعابر ، لايصال المساعدات الاغاثية لسكان القطاع .
واشار الى ان هذا العدوان ذهب ضحيته عشرات الاف من الشهداء والمصابين اغلبهم من النساء الاطفال ، واستهدف تهجير الفلسطينيين قسرا ، وتدمير البيوت والبنى التحتية وتجويع الفلسطينين ، في اطار عدوان ممنهج وهمجي وعنصري.
واكد امام الحضور ، ان لا شيء يمكن أن يبرر استمرار تدمير سبل عيش مليوني شخص، ولا شيء يمكن أن يبرر قتل الالاف من الاطفال والنساء ، وتدمير المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس .
واضاف " لقد بلغ عدد الشهداء اكثر من 30 الف شهيد ، وعدد المصابين والمفقودين تجاوز 100 الف ، جراء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزه وحدها ، وان حرب الابادة والتطهير العرقي وحرب التجويع ومختلف جرائم الحرب التي ترتكبها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني ، تجري امام صمت المجتمع الدولي الذي اكتفى بالتنديد والشجب والاستنكار والمطالبات الخجولة بوقف العدوان الاسرائيلي " .
واوضح الفايز ان الاجرام الاسرائيلي غير مقبول بأي معيار من المعايير، وتجاوز على كافة القوانين والقيم الأخلاقية والإنسانية ، مؤكدا ان إنهاء الاحتلال الاسرائيلي هو السبيل الوحيد لضمان أمن الإسرائيليين والفلسطينيين ، والامن الاقليمي والدولي .
واشار الفايز الى المؤسسات الدولية العاملة في مجال فض النزاعات والصراعات ، ومنها الامم المتحدة ، وقال انها فشلت في تحقيق السلام الدولي ، فرغم المواثيق الدولية الصادرة عن الامم المتحده ، وحق الشعوب في الحرية والاستقلال والحياة الامنة ، الا ان الصراعات زادت واتسعت ، وما زال العديد من دول العالم تعاني من ويلاتها ، ودليل ذلك ان الشعب الفلسطيني ما زال يعاني من اطول احتلال في تاريخ البشرية ، بسب عدم قدرة الامم المتحدة على تنفيذ قراراتها ، التي تؤكد على حق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة ، على التراب الوطني الفلسطيني .
وبين رئيس مجلس الاعيان ان الصراعات والازمات الاقليمية والدولية اوجدت تحديا اخر بات العالم اجمع يعاني من ويلاته ، الا وهو تحدي اللجوء والنزوح في جميع انحاء العالم ، بسبب الاضطهاد والصراعات والعنف ، فاليوم يوجد مئات الالاف من اللاجئين السوريين ، والملايين من اللاجئين والنازحين الفلسطينيين ، ومثلثهم ايضا من الدول الافريقية ، خاصة الذي هاجروا بسبب الحروب الاهلية والاضطهاد والفقر .
وقال ان هذه التحديات ترتب على المجتمع الدولي ان يتحمل المسؤولية الاخلاقية والانسانية بالعمل الجاد ، لمواجهة التحديات من خلال العمل التشاركي المبني على الثقه والعلاقات القائمة على الاحترام والمنافع المشتركة ، وعلى نحو يعيد الاعتبار للقيم الانسانية والاخلاقية ، وقيم الحرية والعدالة ، بعيدا عن السيطرة والاستحواذ ، وتحقيق المنافع الخاصة على حساب كرامة الشعوب وامنها ، وبما يضمن حقوق الجميع .
واكد الفايز ان انهاء الصراعات التي تجتاح العالم يحتاج ايضا ، الى قرارات حاسمة تجاه الدول المارقة والخارجة على القانون الدولي .
وجرى بعد ذلك حوار موسع حول حقيقة الصراع العربي الاسرائيلي واخر تطورات الاوضاع الراهنة في منطقة الشرق الاوسط ، اوضح خلاله الفايز ان اسرائيل دولة ترفض الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وترفض كافة مبادرات السلام ، وتمارس سياسة القتل والتدمير والاعتقالات بشكل يومي وممنهج ، ولا تخجل من اقرار القوانين العنصرية والتي تحض على كراهية الفلسطينيين خصوصا والعرب عموما .
وقال اننا ندرك حجم الدعم الغربي والامريكي لاسرائيل ، لكن يجب التفريق ما بين دعم اسرائيل ، ودعم سياسة رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو وحربه الشخصية على غزه ، فاذا استمر الغرب وامريكا بدعم حرب نتنياهو على الشعب الفلسطيني ودعم سياساته العنصرية والتوسعية ، فأن ذلك سيقود المنطقه الى مزيد من الصراعات ولن يسلم احد حينها ، لذلك على دول الغرب وامريكا ان يتوقفوا عن دعم حرب نتنياهو ، وان يفرضوا حل الدولتين على الحكومة الاسرائيلة، باعتباره الحل الوحيد الذي يضمن الامن والاستقرار للجميع .
وحضر حديث ولقاء رئيس مجلس الاعيان بمركز الدراسات في الجامعة السادة الاعيان ، علياء بوران وناصر جوده ومازن دروزه ، اضافة الى السفير الاردني لدى المملكة المتحدة منار الدباس .