يخوض الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بعيدًا عن حرب التصريحات والمناكفات، معركة من نوع آخر مع منافسه الديمقراطي الرئيس جو بايدن، عمادها توفير التبرعات اللازمة لتمويل حملته الانتخابية.
وفي الوقت الذي يبدو فيه بايدن متقدمًا على ترامب في استقطاب المتبرعين، تواجه حملة ترامب مشاكل كبيرة، تتمثل بالنقص الكبير في التمويل لتغطية نشاطات ترامب الانتخابية ومهرجاناته الخطابية المزمع تكثيفها في جميع الولايات.
وفي أحدث إحصائية تكشف حجم ما استطاعت حملة بادين جمعه من تبرعات، قال القائمون على الحملة إنهم استطاعوا، خلال شهر فبراير الماضي، جمع 53 مليون دولار، وأصبح لديها، الآن، حوالي 155 مليون دولار نقدًا.
على الجانب الآخر، تقف حمالة ترامب أمام معضلة حقيقية، وهي أن لدى المتبرعين مخاوف من أن يستغل ترامب أموالهم لتغطية نفقاته القضائية بدلاً من صرفها لتمويل حملته الانتخابية، فترامب تلاحقه عدة قضايا جنائية ومدنية.
ورغم كل ما تواجهه من صعوبات، تقول حملة ترامب إنها بذلت جهودًا ناجحة إلى حد ما لجمع التبرعات لا سيما من المتبرعين الصغار.
وما تواجهه حملة ترامب 2024، بحسب ما أوردته صحيفة "نيويورك تايمز"، مختلف تمامًا عن حملته، في العام 2020، عندما كان ترامب في البيت الأبيض، ما سمح له بأن يضمن عمليات جمع تبرعات أكثر سهولة وسلاسة مما عليه الوضع اليوم.
وبحسب تقدير لـ"رويترز"، فإن على كاهل ترامب حمل 540 مليون دولار من المدفوعات القانونية، هذا علاوة على ملايين أخرى من الرسوم القانونية، وهو ما يمثل ضغطًا ماليًا على حملته التي ستستمر نشاطاتها حتى انتخابات 5 نوفمبر.
وتاريخيًا أكثر ما تعتمد عليهم حملة ترامب هم المانحون الصغار، إلا أن للمانحين الجمهوريين الكبار دورًا مهمًا، وبحسب الاستطلاعات فإن المنافسة الجمهورية السابقة لترامب، نيكي هيلي، كانت تستقطبهم، وأما بعد انسحابها من السباق الرئاسي فإن الفرصة متاحة، الآن، لترامب لكسب تبرعاتهم.
وفي كشف حساب نشرته وكالة "بلومبيرغ" فإن حملة ترامب أنفقت أكثر مما جمعته في شهر يناير الماضي، وبفارق يقدر بنحو 2.6 مليون دولار.
وحصلت حملة ترامب على تبرع في يناير وصل إلى 8.8 مليون دولار، لكنها أنفقت 11.4 مليون دولار، أغلبها ذهب على الرسوم القانونية الخاصة بالقضايا المرفوعة بحق الرئيس السابق.
وينتظر أن تعلن حملة ترامب عن وضعها المالي وحجم ما جمعته من تبرعات في أبريل المقبل، في ظل استعار حرب التبرعات مع حملة بايدن المنافسة.