الأردن وحدة واحدة بمدنه وقراه وبواديه ومخيماته، ويقف صفا واحدا خلف قيادته الهاشمية الحكيمة في التعاطي مع القضايا المختلفة ولا سيما قضية الأردن الأولى والأساسية وهي القضية الفلسطينية. فقضية فلسطين هي قضية داخلية وشأن داخلي وليست أمرا ثانونيا أو هامشيا، وتحتل صدارة الحديث عنها في الخطاب الرسمي الأردني والمحافل الدولية، وتتصدر أوليةُ أعمال ونشاطات صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم في كافة المحافل الدولية والإقليمة والمحلية.
ويأتي استقبال صاحب الجلالة في مضارب بني هاشم شخصياتٍ من المخيمات الفلسطينية تأكيداً على اللحمة الوطنية التي تجمع جميع أبناء الأردن من شتّى المنابت والأصول، فالأرنيون والفلسطينيون شعبٌ واحد يجمعه التاريخ والجغرافيا ووحدة الحال والمصير والقرابة والنسب والدم، حيث سال الدم رخيصاً من أجل فلسطين وعلى أسوار القدس وفي كل بقعة منها، حيث تحظى مقدساتها بمكانة خاصة في قلوب وعيون كلِّ الأردنيين.
ومما لا شك فيه أن هذه اللحُمة لا تروق لخفافيش الظلام التي تحاول جاهدة في جُنح الظلام العبث بالوحدة الوطنية والمحاولات البائسة واليائسة في ضرب الوحدة الوطنية والولاء للقيادة الهاشمية والإنتماء لثرى الأردن الطهور، الذي قوته قوة لفلسطين، واستقراره دعماً لصمود الأهل المناضلين في كل بقعة من فلسطين، ولدعم صمود أهلنا في غزَّة ليس فقط إنسانيا وإغاثيا وطبيا بل جهوداً ديبلوماسية مكثفة نابعة من مواقف الأردن الثابتة والمشرّفة والأصيلة والضاربة جذورها في عمق رسالتها ومواقفها العصماء في دعم القضية الفلسطينية ووقف العدوان الغاشم على غزة والوقف الفوري لإطلاق النار وإعادة رسم المسار السياسي الذي يفضي إلى تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، والدفاع عن عروبة القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية وحرية العبادة فيها والمحافظة على الوضع القانوني والتاريخي فيها.
وكما أشار جلالته فيه هذا اللقاء بأن الأردّن تعرّض لكثير من حملات التشكيك بمواقفة الصادقة منذ تأسيس الدولة الأردنية، ولكن الأردن سيبقى مخلصاً لقضايا أمته ولن يتخلى عن قيمه وعن دوره الواضح.
ومَن غَيرَ الأردّن أشَّدُ دفاعا عن فلسطين وأهلها بكل إمكانياته ومكانته الإقليمية والعالمية ودوره الفعّال ديبلوماسياً وسياسيا، ومناشدته لإستمرارية دعم الأونروا لما تجسده هذه المنظمة الدولية في خدمة اللاجئين الفلسطينين ودعم صمودهم معيشيا وصحيا وتعليمياً وسياسياً.
وسيبقى الأردن السند السنيد لفلسطين ولرفع الظلم عن أهلها ولحماية وصون مقدساتها وللدفع بإتجاه تحقيق الحقوق الشرعية والقانونية التي ترسخ مفاهيم العدالة والسلام والإستقرار في الشرق الأوسط والعالم.