أفاد تقرير إخباري بأن فرعًا تابعًا لتنظيم "داعش" المتشدد يستقطب نصف مجنديه من جمهورية طاجيكستان الصغيرة.
وكان مهاجرون شباب من الجمهورية السوفيتية السابقة اتُهموا بشن هجوم على قاعة للحفلات الموسيقية في موسكو أسفر عن مقتل 145 شخصًا نهاية الشهر الماضي.
ونقل التقرير الذي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" عن ميسر زارغاروفا، والدة أحد المشتبه بهم في تنفيذ الهجوم الإرهابي الذي وقع مؤخرًا بالقرب من موسكو، قولها إنها حائرة وحزينة بسبب تورط ابنها.
وعلى الرغم من الفترة التي قضاها في السجن عندما كان مراهقًا، إلا أنها زعمت أنه لم تظهر عليه أي علامات للتطرف العنيف.
وأثار صعود أتباع تنظيم داعش في طاجيكستان، وخاصة تنظيم داعش-خراسان، مخاوف الحكومات وخبراء الإرهاب.
ووفق الصحيفة، فإن اقتصاد طاجيكستان الفقير ونظامها الاستبدادي، بحسب نيويورك تايمز، يجعل مواطنيها عرضة للتجنيد، خاصة بين أولئك الذين يهاجرون إلى روسيا للحصول على فرص أفضل.
ويواجه المهاجرون الطاجيك التمييز وتدني الأجور والعزلة، وهي عوامل تجعلهم عرضة للتجنيد من قبل المتشددين.
وذكرت الصحيفة أن "العديد من الطاجيك انضموا إلى الخلافة الفعلية التي أنشأها تنظيم داعش في سوريا والعراق في الفترة من 2014 إلى 2019".
"ويواصل تنظيم داعش-خراسان التجنيد عبر الإنترنت، مستهدفًا العمال المهاجرين الطاجيك في روسيا"، وفق المصدر ذاته الذي أشار إلى أن الخبراء يسلطون الضوء على المظالم الشخصية كعامل رئيس في التطرف بين الشباب الطاجيكيين المهاجرين.
وقد أدى تاريخ طاجيكستان المضطرب، بما في ذلك الحرب الأهلية، إلى حملة على شخصيات المعارضة والقمع السياسي.
ويواجه رئيس طاجيكستان إمام علي رحمان، الذي تربطه علاقات وثيقة بالرئيس الروسي بوتين، انتقادات بسبب حكمه الاستبدادي.
ويُنظر إلى حملته ضد مظاهر التدين العلنية والرقابة المشددة على الإسلام الرسمي على أنها محاولات لكبح التطرف، ولكنها قد تغذيه أيضًا.
وتلقي الحكومة باللوم على التأثيرات الخارجية في الأفكار الراديكالية والتطرف، بينما تعتبر الولايات المتحدة طاجيكستان "بلدًا يثير قلقًا خاصًا" فيما يتعلق بالحرية الدينية، بحسب "نيويورك تايمز".
وقالت الصحيفة إن "مقاتلين طاجيك قاتلوا في صراعات خارجية، وارتقى بعضهم إلى مناصب رئيسة في تنظيم داعش".
وأضافت أنه "بعد الهجوم الإرهابي الأخير الذي وقع بالقرب من موسكو، بدأت روسيا في طرد المهاجرين الطاجيك".
وأردفت أن "أمهات المشتبه بهم أثرن تساؤلات حول الجهة التي وفرت الأسلحة والمعدات اللازمة للهجوم، حيث لم يكن بمقدور أبنائهن تحمل تكاليفها".