كتاب "الطريق إلى الشغف والإرادة" من تأليف الدكتور هيثم العقيلي، وضياء هيثم العقيلي، ويارا هيثم العقيلي يعد مكمِّلًا لكتاب "ترويض العقل الباطن.. أسود ونمور وفرائس"، للدكتور هيثم العقيلي وعمر هيثم العقيلي.
ويأتي عنوان الكتاب الصادر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن في 96 صفحة من القطع المتوسط، وضم ستة فصول ومقدمة وخاتمة، ويواصل المؤلفون في ذلك الكتاب برمجة العقل الباطن، وإعادة برمجته، بفتح صناديق جديدة، ومسارات أخرى لتدريب العقل الباطن ليصبح نموذجيًّا كما يتراءى للمؤلفين. ويزخر الكتاب بنماذج لحالات تم التطبيق عليها ونجحت في إعادة برمجة عقلها الباطن، كما استطاعت الخروج من أزماتها بممارسة تلك التدريبات الواردة في الكتاب.
يقول المؤلفون في مقدمة الكتاب: "الحياة سلسلة من الصراعات ننتصر بها دون أن نشعر ودون أن نقدِّر تلك القوة والقدرة على التحدي والمواجهة والثبات والانتصار والتعلم من محطات الفشل والانكسار والتعافي منها سريعًا لنستأنف المقاومة والمواجهة والتحدي والإنجاز. أما الشغف فهو إيجاد، ثم ممارسة ما تهواه أنفسنا ونكرِّره دون ملل، فكل فرد ترتبط بداخله التشابكات العصبية ويتشكَّل في دماغه التوازن الكيميائي بطريقة فريدة، فإذا اتفق عملنا اليومي مع شغف هواياتنا عشنا في راحة بال بعيدًا عن الملل وما ينتج عنه من تذمُّر ومعاناة".
ويتابع المؤلفون: "بدأنا هذا الكتاب بشرح مبسَّط لطرق الاستفادة منه في تنمية الإرادة والثقة وإيجاد الشغف في الحياة، فابدأ عزيزي القارئ بترتيب أوراقك اليومية لتحقِّق الإنجاز والقوة والمتعة والسعادة والرضى، ومن ثم تستطيع الحصول على الحصانة النفسية.
ونحن إذ نكمل ما بدأناه في كتابنا السابق "ترويض العقل الباطن"، فهدفنا أن نساعد الباحثين على الطريق لتغيير حياتهم إلى الأفضل خصوصًا من جيل الشباب".
ويسرد المؤلفون في الفصل الأول عددًا من المراحل لتطبيق عملي يساعد الإنسان على تغيير حياته إلى الأفضل، وتتلخص المرحلة الأولى في تشكيل العالم الخاص والمحيط بالشخص، وإيجاد الشغف، وتتمثل المرحلة الثانية في تنمية مهارة الإرادة، وتدوين الإنجازات والمهارات المكتسبة، والمرحلة الثالثة تحثُّ على تدريب الإنسان نفسه على الرضا الذي يهيِّئه للسعادة.
يقول المؤلفون: "تخيَّل أنك مقدم على سفر لتطوِّر ذاتك وتحصل على عمل، ستبدأ مشاعر مختلطة، فأنت تترك بيئتك التي تعوَّدت عليها وأصدقاءك وجزءًا من عائلتك، وكذلك فإنك تترك طرقًا وأرضًا ومعالم تعوَّد عليها عقلك الباطن ولا يبذل جهدًا بالتنقل بينها، فلا تنسَ أنك ستقابل أناسًا جددًا بثقافة مختلفة وربما بلغة أخرى، وستواجه تحديات السفر والانتقال إلى عالم جديد، وقد تشعر أن ثقتك بنفسك تهتزُّ أحيانًا، فأنت مقدِم على تغيير كبير في حياتك، وقد تواجه صراعات في العمل لست معدًّا لها ويغيب فيها سندك الاجتماعي، كما ذكرنا سابقًا أن أي حدث يتم ربطه بشعور داخلي قوي مثل الخوف أو الثقة، ومثل السعادة أو الانكسار، ومثل الشجاعة أو التردُّد، ومثل الغضب أو الحزن أو الاعتزاز أو احترام الذات، فإن ذلك الحدث سيشكِّل آلية برمجة أسرع للعقل الباطن، وسيكون ذكرى قوية يسهل استرجاعها، وذلك هو أساس استخدام الكثافة الحسية في برمجة العقل الباطن نحو الإيجابية أو السلبية".
ويجوب الفصل الثاني دماغ الإنسان ليبحث في كيفية عمله، وفي كيف نعزِّز مسارات العقل الباطن، ونقوم بتدريبه لاكتساب العادات الحميدة، ويربط بين العقل الواعي واللاوعي، وكيف يعد العقل الواعي هو بوابة العبور لأي معلومة إلى داخل العقل الباطن.
ويعرف المؤلفون في الفصل الثالث الشغف بأنه الشعور الجيد الإيجابي، حاثين القراء على إيجاد الشغف واتباعه، وتلك هي الخطوة الثانية، وهي تمرين العقل الباطن على اتباع الشغف.
ويتناول الفصل الرابع كيفية عمل العقل وبرمجته وكيف تعاد تلك البرمجة، مقسمًا العقل الباطن إلى صناديق ومسارات، في حين يدور الفصل الخامس حول التفكير الزائد والتوتر، ويستخلص الفصل السادس فلسفة الإرادة والأنا والأمن والأمان.
يقول المؤلفون في خاتمة الكتاب: " النموذج الذي يطمح إليه كل إنسان هو شخص واثق يشعر بالأمان النفسي العميق، وقادر على الاستمتاع بالحياة بالظروف المتوافرة له، وله أهداف في الحياة، متدرِّجة زمنيّاً، قابلة للتنفيذ، يشعر فيها بالسيطرة على حاضره، وقادر على التحدي والصراع والانتصار على التحديات والصعوبات والأفكار والمشاعر السلبية، مقتنعاً أن المستقبل يخطِّط له والماضي يتعلَّم منه، لكنهما كليهما لا يؤثِّران في حاضره الذي هو قادر على السيطرة عليه وتوجيهه والاستمتاع به، وكذلك فإن ذلك النموذج قد حلَّ ووازن الصراع الداخلي بين الهُوَ (الرغبات والحاجات والمتع) والأنا العليا (المعايير الأخلاقية والضمير) والواقع (المحيط والمجتمع والقوانين)، وهو يتقبَّل ما لا يسيطر عليه من أحداث، ويأخذ الفشل محطَّات يتعلَّم منها ليعود أقوى، وليس محطة نهائية تحوِّله إلى فاشل. هذا النموذج يعرف أن المتع هي وقود الحياة، فيختار منها المتع القيِّمة من الإنجاز والعطاء، وأن يكون إنساناً أفضل ويحسِّن حياة من يحيط به وليس المتع الرخيصة القائمة على الماديات والاستعراض والشهرة والتذلُّل والتسوُّل.
فاستعد -عزيزي القارئ- لتصبح هذا النموذج لنفسك وللمحيطين بك".