اعتبر باحثون ومختصون، أن إقرار المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل، بالتزامن مع الحرب على غزة، يعد بمثابة مشاركة أمريكية في "حرب الإبادة" ضد القطاع.
ووافق مجلس النواب الأمريكي، السبت، بأغلبية ساحقة، على مشروع قانون لتخصيص 26.4 مليار دولار كمساعدات لإسرائيل.
وأظهرت نتائج التصويت، أن 366 عضوا بالكونغرس صوتوا لصالح مشروع القانون، فيما عارضه 58 آخرون.
وتوفر حزمة مجلس النواب 26.4 مليار دولار لمساعدة إسرائيل، مع تحديد أن الأموال ستدعم "جهودها للدفاع عن نفسها ضد إيران ووكلائها، ولتعويض العمليات العسكرية الأمريكية ردا على الهجمات الأخيرة".
وقال الباحث في الشؤون السياسية الدولية منصور أبو كريّم، إن "ما تسميه الولايات المتحدة مساعدات، يدل وبشكل مختصر على أن إسرائيل بمثابة الولاية الأمريكية رقم 51 ولربما أهمها، لا سيما وأنها تخوض حروبها بالوكالة عنها".
وأضاف أبو كريّم ، أن "هذا الدعم المالي والعسكري السخي يؤكد أن الدخول العسكري الإسرائيلي العميق في قطاع غزة لا يمثل حالة مؤقتة إنما إجراء مستمرا طويل الأمد لن يتوقف إلا بفرض تغييرات جذرية في قطاع غزة تتعلق بإعادة تشكيل ديموغرافية غزة من حيث العدد والتوزيع السكاني".
"دعم حرب الإبادة"
من جهته، قال الباحث في الشأن السياسي الفلسطيني يحيى قاعود، إن "إقرار حزمة المساعدات العسكرية الضخمة لإسرائيل، هو استمرار لدعم الولايات المتحدة لحرب الإبادة في قطاع غزة وتوجهاتها السياسية، وهذه الحزمة الثانية لإسرائيل منذ اندلاع الحرب".
وأضاف قاعود ،أن "الدعم القانوني في الأمم المتحدة، والسياسي وتحريك دبلوماسية الحرب الأمريكية في الشرق الأوسط، كذلك المساعدات العسكرية والمال العسكري، يؤكد مشاركة الولايات المتحدة في حرب الإبادة".
ولفت إلى أن "كل ما تصرح به الإدارة الأمريكية من أقوال أو إظهار الخلافات التكتيكية مع حكومة الحرب، لا يؤثر على طبيعة العلاقات الاستراتيجية بينهما على الإطلاق".
وأوضح أن "الإدارة الأمريكية مارست دورها دائمًا في التغطية على الجرائم الإسرائيلية، فكل التصريحات التي تعلقت بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، أو تأمين حياة المدنيين من قبل الرئيس الأمريكي جو بايدن، ليست حقيقية، وإنما لامتصاص المعارضة الداخلية والدولية".
بدوره، يعتقد المختص بالشؤون الإسرائيلية عصمت منصور، أن "ما تقدمه الولايات المتحدة من حزم مساعدات عسكرية لإسرائيل ليس بالضرورة مؤشرا على استمرارية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، لا سيما وأن الولايات المتحدة لديها التزام حديدي تجاه رعاية أمن إسرائيل التي لا تترك مناسبة دولية وعالمية للتأكيد على أنه على سلم أولوياتها".
وأوضح منصور، أن "هذه الحزمة الضخمة من المساعدات جاءت في توقيت مناسب حيث التوتر الكبير الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط بعد الرسائل النارية بين كل من إسرائيل وإيران والهجوم الإيراني غير المسبوق وبالتالي فإن الإسراع في مصادقة الكونغرس على توفير هذه الحزمة كان ضروريًا لا سيما في مجال الدفاع الجوي".
ونوّه إلى أن "هذه الحزمة من المساعدات العسكرية كانت مجهزة منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ولكن ما أخرها هو ارتباطها بحزمة المساعدات العسكرية لأوكرانيا، حيث كان الجمهوريون في حالة معارضة شديدة لإرسالها لأوكرانيا وهذا ما أخر المصادقة عليها".
وختم بالقول: "إجمالًا كل ما تقوم به الولايات المتحدة عبر شتى الإدارات المتعاقبة هو إقرار ضمني بوقوفها غير المشروط إلى جانب إسرائيل في حربها وسلمها باعتبارها أمنًا قوميًا واستراتيجيًا".