طفا اسم كتيبة "نتساح يهودا" الإسرائيلية على السطح، بعد إعلان الإدارة الأمريكية اتجاهها نحو فرض عقوبات عليها، في خطوة غير مسبوقة تطال إحدى كتائب الجيش الإسرائيلي.
وتُعدّ "نتساح يهودا" كتيبة سيئة السمعة داخل الجيش الإسرائيلي، لا سيما أنها تضم عناصر متطرفة، سواء من المتشددين الدينيين أو من منظمة "شباب التلال" اليمينية المتطرفة، وكثيرا ما اتُهمت بارتكاب انتهاكات.
والكتيبة التابعة للواء "كفير" هي جزء من الفرقة 99 في الجيش الإسرائيلي، أسست سنة 1999، وكانت تُعرف باسم "ناحال حريديم"، وتتكون من جنود من الأرثوذكس المتشددين الذين يُعرفون باسم "الحريديم".
وضمّت الكتيبة التأسيسية 30 جنديا، ضمن مشروع بدأته منظمة "نتساح يهودا" بالتعاون مع وزارة الدفاع الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي، يهدف إلى دمج أكبر للجنود الأرثوذكس المتشددين داخل الجيش.
وتتخذ الكتيبة مرجعية تسميتها من مؤسسها "يهودا دوفدفاني"، وتعني اختصارا "الشباب العسكري الحريدي"، وهي تعمل في قطاعي رام الله وجنين.
وكثيرا ما كانت كتيبة "نتساح يهودا" محور خلافات وجدل مرتبط بالتطرف اليميني والعنف ضد الفلسطينيين، ومن الحوادث اللافتة التي ألقي بمسؤوليتها على الكتيبة وفاة المسن عمر أسعد، وهو فلسطيني أمريكي يبلغ من العمر 78 عاما.
وتوفي أسعد عام 2022 بعد اعتقاله عند حاجز تفتيش، وقد تم تكبيل يديه وتكميم فمه وتركه على الأرض في ليلة برد قارس، وبعد ساعات قليلة عُثر عليه ميتا.
وبعد التحقيق في الحادث، أعلن الجيش الإسرائيلي حينها أنه كان هناك "فشل أخلاقي للقوات وخطأ في الحكم، مع الإضرار بشكل خطير بقيمة الكرامة الإنسانية"، وفق تعبيره.
وتولى الجيش بعد ذلك توبيخ قائد الكتيبة وطرد قائد السرية التي قامت بالعملية، كما تم نقل مكان عمل الكتيبة في الضفة الغربية.
وتضم كتيبة "نتساح يهودا" حاليا نحو 1000 جندي ضمن جميع المراحل، بين التدريب أو السرايا القتالية، ويخدم الجنود على امتداد عامين وثمانية أشهر ضمن صفوف الجيش الإسرائيلي.
ويدخل المجنّد في دورة تدريبية لثمانية أشهر، تليها خدمة كمقاتل لـ16 شهرا، وتتم خلال هذه الفترة مراعاة جانب التديّن، ويُسمح للمجندين بتخصيص أوقات للصلاة والتواصل مع الحاخامات، مع الالتزام بالفصل بين الجنسين.
وتبلغ مدة الخدمة العسكرية في إسرائيل نحو ثلاث سنوات للرجال وسنتين للنساء، وهي خدمة إلزامية، ووفق أرقام رسمية لا يتقدم سوى 10% من الحريديم طوعًا لأداء الخدمة العسكرية لثلاث سنوات.
وإضافة إلى العناصر الدينية المتشددة، وعلى مر السنوات، أصبحت هذه الكتيبة وجهةً لعناصر من منظمة "شباب التلال"، من المستوطنين اليمينيين المتشددين الشباب الذين لم يتم قبولهم في أية وحدة قتالية أخرى في الجيش الإسرائيلي، بحسب موقع "أكسيوس" الإخباري.