ذكرت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية أن الحرس الثوري الإيراني أنشأ قاعدة دعم له في المملكة المتحدة بمساعدة الحشد الشعبي العراقي.
وأضافت الصحيفة أن "الحشد الشعبي، المدعومة من قبل الحرس، قد أنشأت قاعدة في المملكة المتحدة وتبيع منتجاتها عبر الإنترنت من خلال جماعة إسلامية بريطانية".
وأشارت إلى أن طهران تمارس "القوة الناعمة" من خلال شبكة من المنظمات التي لها علاقات واسعة مع النظام الإيراني.
وأكدت مفوضية المؤسسات الخيرية في المملكة المتحدة، هذا الأسبوع، أنها حققت في أنشطة مركز ثقافي في مانشستر مرتبط بمسجد في لندن، يوصف بأنه المركز الرئيس لوجود الجمهورية الإسلامية في المملكة المتحدة.
ولفت التقرير إلى أن "الحرس الثوري الإيراني، المتهم بأكثر من 12 محاولة اغتيال واختطاف، ينشر نفوذه من خلال مجموعات في المملكة المتحدة من بينها الحشد الشعبي".
وحذّر معهد التغيير العالمي سابقًا من أن جهود الحرس الثوري الإيراني لتعزيز الدعاية الإسلامية المتطرفة تهدف إلى تجنيد مواطنين غربيين للقيام بعمليات إرهابية، بالإضافة إلى أنشطة للترويج للحرس وأيديولوجيته في المملكة المتحدة.
لكن حتى هذا الأسبوع، لم يكن وجود نشطاء مرتبطين بالحشد الشعبي، وهي جماعة عراقية يدعمها الحرس الثوري، ملحوظًا في بريطانيا.
وكشف تقرير صادر عن مركز أبحاث "Policy Exchange" كيف نشرت الهيئة الإسلامية لأهل البيت، وهي مجموعة غير ربحية في المملكة المتحدة تعمل في الأنشطة الدينية والتعليمية والثقافية والترفيهية، مقطع فيديو على قناتها على موقع يوتيوب يظهر مجموعة من أنصار الحشد الشعبي في مسيرة بالسيارات في لندن يظهر في العام 2020.
وكان بعضهم يحمل ملصقات لأبي مهدي المهندس قائد كتائب حزب الله، وقاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وكلاهما قُتلا، في العام 2020، بغارة جوية أمريكية بطائرة دون طيار في بغداد.
ووفق الصحيفة، فإنه بعد مرور عام، في مايو/أيار 2021، حمل المتظاهرون في مسيرة مناهضة لإسرائيل في لندن أعلام الحشد الشعبي والحرس الثوري، ونشرت حسابات في "تيك توك" هذا العام فيديو لسيارات تحمل شعار الحشد الشعبي في لندن.
وبحسب التقرير، "ترتبط هيئة أهل البيت الإسلامية بدار طه (House of Taha)، وهي مكتبة إلكترونية للكتب الإسلامية الشيعية.
وحتى العام الماضي، كان من الممكن رؤية علم الحشد الشعبي مقابل 10 جنيهات إسترلينية ونص في مدح الحرس الثوري الإيراني من بين منتجات هذا المتجر عبر الإنترنت".
وفي أعقاب الهجوم الذي شنته إيران على إسرائيل، طالب أكثر من 130 عضوًا في البرلمان البريطاني، هذا الأسبوع، بإعلان الحرس الثوري منظمة إرهابية، وقاوم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك حتى الآن الطلب بسبب الحاجة إلى العلاقات الدبلوماسية.
ومع ذلك، نقلت صحيفة "صنداي تايمز" عن مصدر حكومي قوله إن مثل هذه الخطوة كانت حيوية للتعامل مع العلاقات المتنوعة العديدة للحرس الثوري الإيراني مع المنظمات داخل المملكة المتحدة، فيما يقول المؤيدون إن هذا سيسهل منع بيع منتجات الحرس عبر الإنترنت، وتقييد أنشطة مؤيديه.
وأضاف المصدر أن "هذا سيقلل من المساحة العملياتية للحرس الثوري الإيراني، ويمنع أي شخص في المملكة المتحدة من دعم واستضافة أي شخص وأي شيء مرتبط بالحرس".
وبين أن "يعمل الحرس الإيراني من خلال مجموعات بالوكالة في المملكة المتحدة، وبالتالي، فإن إعلانه إرهابيًا يجعل أي مجموعة ترغب في التواصل مع هذه الذراع العسكرية للجمهورية الإسلامية".
وفي نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، كشفت صحيفة "التايمز" أن مسؤولي الأمن البريطانيين حددوا مجموعات لها علاقات مباشرة مع طهران، وتشمل هذه المجموعات المركز الإسلامي في إنجلترا (ICE)، الذي يقع مقره شمال غرب لندن.
وتقوم لجنة الأعمال الخيرية البريطانية بالتحقيق في أنشطة المركز الإسلامي في إنجلترا، وحذرت اللجنة المركز الإسلامي في إنجلترا لأول مرة بعد حدثين، في العام 2020، امتدحا قاسم سليماني، وفي نوفمبر 2022 بدأت تحقيقًا في إدارة المؤسسة الخيرية.
كان لهذا المركز 4 مديرين، منذ العام 1994، وقد تم تقديمهم جميعًا كممثلين لزعيم الجمهورية الإسلامية الإيرانية في بريطانيا، ومن بين هؤلاء الأشخاص مؤسس المركز آية الله محسن أراكي، وهو الآن عضو في مجلس خبراء القيادة في إيران.
ووفقًا لصحيفة التايمز، قامت لجنة المؤسسات الخيرية البريطانية، العام الماضي، بالتحقيق في المركز الثقافي الإسلامي في مانشستر، والذي لديه مسؤول كبير مرتبط بأراكي.
وتم إبلاغ اللجنة بأنشطة هذا المركز عندما قيل إن فرخ بهرام سكالش فر، مدير هذا المركز آنذاك، ألقى كلمة في حفل توزيع جوائز أفضل ضباط "الحرب الناعمة" في إيران العام 2020.
وقالت صحيفة "جویش کرونیکل" اليهودية ومقرها لندن، إن "فرخ بهرام سكالش فر كان يقف على المسرح بجوار الشيخ آراكي، وهتف الجمهور "الموت لأمريكا" و "الموت لإسرائيل" و"الموت لإنجلترا"، وبعد هذه الادعاءات، استقال سكالش فر من إدارة هذا المركز العام الماضي".
ويعتقد موقع "Policy Exchange" أن محاولة الجمهورية الإسلامية للتأثير كانت ناجحة للغاية لدرجة أنها لعبت دورًا جزئيًا في تنظيم مسيرات احتجاجية ضد "إهانة المقدسات".
ويذكر هذا المنشور كذلك التهديد بالقتل الذي تعرض له أحد المعلمين الذي أظهر صورة نبي الإسلام لطلابه، وكذلك سلسلة الاحتجاجات ضد فيلم "سيدة الجنة" الذي يصور حياة ابنة نبي الإسلام .
ويحذّر النقاد من قناة "Press TV"، وهي قناة تلفزيونية تمولها الحكومة الإيرانية، وأيضًا أداة لتعزيز أهداف الجمهورية الإسلامية في بريطانيا.
وعلى الرغم من إلغاء ترخيصها في المملكة المتحدة، في العام 2012، فقد اجتذبت الشبكة جمهورًا عالميًا كبيرًا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
وأغلقت قناة الشبكة على يوتيوب، العام 2021، لكنها تبث مقاطع الفيديو الخاصة بها على تويتر، حيث لديها أكثر من 300 ألف متابع.