فلا ترى من الشهامة ما قد كنت سمعته من قبل، و لا تشهد على الكرم و حسن الخُلُق الا ما قرأته بين سطور الكتب ... و قد لا تعاصر ما دوِّن في كتب التاريخ مِن صفات ابيَة كفصاحة اللسان و قوة الحجة و سِعة الصَدرٍ و الحكمةِ ... إلا أن هذه الصفات و غيرها كانت معالم بارزة في شخصٍ قل نظيره في حاضرنا هذا, ألا و هو الشيخ علي عضوب الزبن - رحمه الله -
ولد الشيخ علي عضوب الزبن - رحمه الله - في الأول من كانون الثاني لعام 1951 ميلاديا في بيت قد ملأ الطيب والعلم وَسِعَهُ... و عند بلوغه السابعة بدأ رحلته في طلب العلم حتى اكمل متطلبات الثانوية العامة في كلية الشهيد فيصل الثاني ... ليتجه بعد هذا الى السلك العسكري ليخدم ما يقارب عقدين من الزمان... و بذلك يكون قد أضاف الى صفاته الجلية الطيبة صفة أخرى يعتز بها القاصي و الداني في وطننا الغالي ...صفة الوطنية.
اما عن إنجازاته ... فهي كليمة عن نفسها...حيث يُجمِع الكبير قبل الصغير على قوة حضوره ... و شخصيته الحاسمة و اخلاقه العطرة التي تترك اثرا مميزا لجالسيه... و كان لحضوره في بيوت اصلاح الشأن و ذات البين أثر قاطع...فكان القاضي الذي يلجأ له المظلوم فينصره و أصحاب الخلاف فيفضه و يصلح بينهم ... جاعلا العدالة مبتغاه كالفرقان البيًن, فلا يحصل الفرد في مجلسه على اكثر من حقه.
و يُضرَبُ به المثل في الحسم ... فكلما اشتد الخلاف تعقيدا بين المتصارعين و صَعِبَ الحل على أجهزة الدولة المختلفة... كان الشيخ علي عضوب الزبن -رحمه الله- في المرصاد ... فكان حَلالاً لأعقد تلك المشاكل بكل يُسرٍ و سهولة... و ذلك لحجته القوية و فصاحته البينة التي الفت بين قلوب المتخاصمين بعدما كانت قد عماها الغضب و الحقد.
و في امثالنا العربية ... ينطبق مثل "من شابه اباه فما ظلم" على أبناء هذا الرجل الجليل...مما يجعل منه مدرسة علم فيها أبنائه و احفاده معاني الكرم و الطيب و الجود و غيرها من الصفات العزيزة التي يلتمسها أي محاور او جليس لهم... فهو كان الأصل المتأصل لهذه العائلة...جامعا بينهم غير مفرقٍ و مُربيهم على كل ما هو طيب...مما يقربه الى درجات الكمال. كيف لا؟
و هو الأب الحنون ...و القاضي العادل ... و المحاور الممتع...و الرجل الحاسم.