ندد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بتحويل الاحتلال الإسرائيلي المرافق المدنية بما فيها المدارس والمراكز الثقافية في قطاع غزة إلى قواعد عسكرية في إطار حرب الإبادة المستمرة للشهر السابع بانتهاك صارخ للقانون الدولي وامتداد للمخططات الاستعمارية القائمة على الهيمنة وتفكيك المكونات الأصيلة والأساسية للشعوب.
وقال المرصد في بيان اليوم: إن الجيش الإسرائيلي لم يكتف باستهدافه المنهجي والواسع النطاق للمدارس بالقصف والتدمير الهائل وارتكاب الجرائم الخطيرة ضد الأشخاص الذين نزحوا إليها واستهدافهم على نحو مباشر ومتعمد بالعمليات العسكرية الجوية والبرية وجرائم القتل والإعدامات المباشرة بل إنه حول عدداً منها إلى قواعد عسكرية ومواقع لتمركز قواته وآلياته ومراكز احتجاز واستجواب وانتهاكات وتعذيب بما يتنافى مع قواعد القانون الدولي الإنساني لحماية الأعيان المدنية من خطر العمليات العسكرية.
ووثق المرصد تحويل قوات الاحتلال العديد من المدارس في مناطق متفرقة من القطاع إلى قواعد عسكرية ومراكز احتجاز ومنها مدرسة صلاح الدين الإعدادية في مدينة غزة التي تم تحويلها إلى مركز اعتقال واستجواب لمئات المدنيين في شباط الماضي.
وأشار المرصد إلى مقطع الفيديو الذي نشره الصحفي الإسرائيلي "أمير بوهبوت” في الـ 30 من نيسان الماضي، والذي ظهر فيه وهو يوثق قاعدة عسكرية أقامها الاحتلال داخل مدرسة في القطاع أرفقه بتعليق صوتي: "نحن في قاعدة عمليات متقدمة تابعة للفرقة 162 في قلب قطاع غزة”، واستعرض خلاله حاويات تم وضعها في وسط ساحة المدرسة وقال: "من هنا ستنطلق الغارات والكمائن والعمليات الأخرى”.
ولفت المرصد إلى فيديوهات سابقة نشرها جنود الاحتلال تظهر تجمعهم بأسلحتهم وكامل عتادهم العسكري داخل المدارس وهم يتفاخرون بسيطرتهم عليها بعد إجبار النازحين إليها على إخلائها عنوة، وبعد قتل وإصابة واعتقال الآلاف منهم إضافة إلى نشر صور وفيديوهات لجنود قناصة يطلقون النار من داخل مدارس بعضها تابعة للأمم المتحدة.
وأوضح المرصد أن الاحتلال دمر منذ بدء العدوان 80 بالمئة من مدارس القطاع بين تدمير كلي وجزئي، إضافة إلى ست جامعات إحداها قام بتفجيرها بعد أسابيع من استخدامها كقاعدة عسكرية، لافتاً إلى أن خبراء الأمم المتحدة وصفوا هذا التدمير بأنه يمثل إبادة تعليمية ويحرم جيلاً آخر من الفلسطينيين من مستقبلهم.
وذكر المرصد أن أكثر من 6500 طالب و756 معلماً استشهدوا فيما أصيب الآلاف منذ بدء الاحتلال عدوانه على القطاع، بينما يستمر حرمان ما لا يقل عن 625 ألف طالب من حقهم في التعليم على مدار عام دراسي كامل، مؤكداً أهمية حماية المدارس وضرورة قيام المجتمع الدولي بالضغط على "إسرائيل” لوقف اعتداءاتها عليها.
ودعا المرصد إلى تمكين لجان تحقيق ولجان فنية دولية متخصصة من الدخول إلى غزة والتحقيق في الجرائم المروعة التي ترتكبها "إسرائيل” ومساءلتها عن انتهاكاتها للاتفاقية الدولية لمنع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية.