رأى خبراء ومحللون سياسيون إسرائيليون، أنّ أهداف العدوان البري المرتقب على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، منفصلة عن الواقع، وسط إجماع على أنّ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يتعمّد إضاعة الفرص لإبرام صفقة تبادل مع حركة "حماس" انطلاقًا من دوافع سياسية حزبية.
وحذرت مستشارة سابقة في مجلس "الأمن القومي" الإسرائيلي ليان بولاك ديفيد، من أنّ الهجوم على رفح قد يجعل "إسرائيل" تدفع أثمانًا كبيرة.
وقالت "ديفيد" للقناة الـ 12 إن هذا الهجوم "لن يحقق النصر المطلق، كما أقنعوا الجمهور الإسرائيلي بذلك، ولن يعيد المخطوفين، ولن يؤدي إلى تفكيك حركة المقاومة الإسلامية (حماس)".
فيما أكد المقدم احتياط غريشا يعقوبوفيتش لقناة "كان 11" أنّ الدخول إلى رفح المكتظة بالنازحين سيضيف المزيد من الضغط على "إسرائيل".
وأضاف: "لا ينقصنا الضغط الدولي وعزل إسرائيل والضغط الأميركي وكل العالم(..) انظروا ما يحدث في الجامعات"، في إشارة منه إلى الاحتجاجات التي تشهدها الجامعات الأميركية والأوروبية تنديدا بحرب الإبادة على قطاع غزة.
ومن وجهة نظر المقدم احتياط فإن "حركة حماس اليوم في موقع قوة، وتدير المفاوضات انطلاقا من موقع قوة، وهي مصرة على مواقفها، وغير مستعدة للتراجع حتى الآن عن أي من البنود".
أما المحلل سياسي في القناة الـ 13 سيفي عوفديا، فقد أوضح أنّ "نتنياهو لم يغير من سلوكه على مدار الأسابيع الماضية، ولا يقدم دعما للصفقة التي تكون قد بدأت بالتحرك إلى الأمام".
ونقل عن مسؤول حكومي وصفه بأنه رفيع المستوى قوله: "لن نسمح لنتنياهو بالاستمرار في إضاعة الفرص لإبرام صفقة انطلاقا من دوافع سياسية حزبية، فإذا كان رد حماس إيجابيا سنطلب بشكل فوري طرح الصفقة للمصادقة عليها من المجلس الوزاري للشؤون الأمنية وللحكومة".
وتتواصل التهديدات الإسرائيلية باجتياح مدينة رفح، رغم تحذيرات دولية متزايدة من تداعيات كارثية، في ظل وجود نحو 1.4 مليون نازح فيها.
وتتعرض المدينة الحدودية التي زعم جيش الاحتلال بأنها "آمنة" لغارات جوية مكثفة، ما يؤدي إلى وقوع شهداء وجرحى وعائلات مكلومة، تعيش أوضاعًا إنسانية صعبة في مخيمات تفتقر لأبسط مقومات الحياة.