كشفت الأبحاث الحديثة عن اتجاه مثير للقلق بين الشباب فيما يتعلق بتصوراتهم حول الحماية من الشمس؛ ما دفع المهنيين الطبيين إلى دق ناقوس الخطر بشأن نشر معلومات مضللة قد تكون ضارة عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي.
وكشفت دراسة أجراها راجيش ناير، جراح الأورام في معهد أورلاندو للسرطان، ونشرها موقع نيوزويك، أن ما يقرب من 14% من الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 35 عامًا يعتقدون أن المخاطر المرتبطة باستخدام واقي الشمس تفوق تلك التي يشكلها التعرض المباشر لأشعة الشمس.
وشدد الدكتور ناير على الطبيعة المحفوفة بالمخاطر لهذه المفاهيم الخاطئة، مسلطًا الضوء على الارتفاع الكبير في حالات سرطان الجلد بين الشباب، ومؤكدا الدور المحوري الذي يلعبه واقي الشمس في تجنب الحالات التي تهدد الحياة.
وبالإضافة إلى كشف الخرافات المحيطة بسلامة واقي الشمس، سلطت الدراسة الضوء على العديد من المعتقدات المضللة فيما يتعلق بطرق الحماية من الشمس "الطبيعية".
ومن المثير للصدمة أن ما يقرب من ربع المشاركين الذين تقل أعمارهم عن 35 عامًا يؤيدون المغالطة القائلة إن استهلاك الماء يمنع حروق الشمس، وهي فكرة خالية من الأساس العلمي.
الميلانوما
ويعد سرطان الجلد، خاصة الميلانوما، أكثر أشكال السرطان انتشارًا، إذ يتم تسجيل ما يقرب من 3 ملايين تشخيص سنويًا في الولايات المتحدة وحدها. والمثير للقلق أن معدلات الإصابة بسرطان الجلد أظهرت ارتفاعًا ثابتًا منذ عام 1999، فقد احتل الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 25 إلى 39 عامًا المرتبة الثالثة من حيث الفئة السكانية الأكثر عرضة للإصابة.
ويبقى السبب الرئيس وراء معظم سرطانات الجلد هو التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية، سواء من ضوء الشمس أو من مصادر صناعية مثل أسرة التسمير.
ورغم المخاطر الموثقة جيدًا، فإن الالتزام باستخدام واقي الشمس لا يزال دون المستوى الأمثل، إذ يقوم عدد قليل من الأفراد بدمجه في روتينهم الخارجي، خاصة بين الرجال.
وسلط الدكتور ناير الضوء على الأسباب الشائعة المرتبطة بعدم استخدام واقي الشمس، وتشمل المخاوف المتعلقة بعدم الراحة في الجلد والتركيب الكيميائي لبعض المنتجات. ومع ذلك، أكد على الفوائد التي لا لبس فيها لواقي الشمس في التخفيف من الآثار الضارة للأشعة فوق البنفسجية، مشددًا على الرقابة الصارمة التي تمارسها الهيئات التنظيمية مثل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لضمان سلامة المنتج.
أنواع واقي الشمس
تنقسم تركيبات الواقي من الشمس في الغالب إلى فئتين: فيزيائي وكيميائي. وفي حين أن كلاهما يوفر الحماية ضد الأشعة فوق البنفسجية، إلا أن كلا منهما يعمل من خلال آليات مختلفة، إذ تتميز واقيات الشمس الكيميائية بقدر أكبر من الحماية والمقاومة للعوامل البيئية. ومع ذلك، فإن البدائل ذات الأساس الفيزيائي تمثل خيارًا قابلاً للتطبيق للأفراد الذين يشعرون بالقلق من المكونات الكيميائية.
وبرز تطبيق واقي الشمس المناسب كنقطة تركيز حاسمة، فقد دعا الدكتور ناير إلى الاستخدام الوقائي وإعادة الاستخدام بانتظام، خاصة بعد التعرض للماء أو النشاط البدني المكثف. بالإضافة إلى ذلك، حدد المعايير الأساسية لاختيار واقي الشمس الفعال، بما في ذلك تصنيف عامل الحماية من الشمس (SPF)، ومقاومة الماء، والتغطية واسعة النطاق ضد الأشعة فوق البنفسجية فئة A والأشعة فوق البنفسجية فئة B.
وأكد الدكتور ناير ضرورة الموازنة بين الأنشطة الخارجية وتدابير الحماية الكافية من أشعة الشمس، مشددًا على الدور الذي لا يمكن الاستغناء عنه لواقي الشمس في الحماية من المخاطر الصحية المرتبطة بالأشعة فوق البنفسجية. ورغم المفاهيم الخاطئة السائدة، فإن الممارسات المستنيرة تظل ذات أهمية قصوى في الحد من إصابات سرطان الجلد، والحفاظ على الصحة العامة.